مقطع تحكي هذه القصة عن شاعر يعتبر من عمالقة الشعر العربي في العصر الحديث وهو “أبو القاسم الشابي" الشاعر التونسي المعروف، فقد ولد سنة 1909م، وكان والده الشيخ "محمد القاسم الشابي" سليل أسرة كريمة معروفة بالعلم والأدب، نعِم أبو القاسم برعاية أبيه وعطفه وذكره في كتابه "الخيال الشعري عند العرب " أتم حفظ القرآن وهو يافع صغير، والتحق بجامع الزيتونة وحصل على شهادة التطويع وعكف هناك على الدرس والمطالعة، وظهر قسم كبير من شعره في الجزء الأول في كتاب "الأدب التونسي في القرن الرابع" سنة 1927م. ساهم أبو القاسم في النشاط السياسي إلى جانب النشاط الأدبي الذي كان يقاوم الاستعمار الفرنسي ويطالب بالاستقلال. تزوج سنة 1928م وأنجب طفلين وأصيب بتضخم بالقلب ولم ينقطع الإنتاج الشعري. تكونت شخصيته في ثلاثة عناصر هي: كفاح الشعب، والقوه الشعبية، وتحمله كل أنواع الإرهاق في سبيل استرداد حقه المغتصب. بدأ حياته الشعرية مقلدا الشعر العربي القديم، وتأثر بجبران خليل جبران. ارتقى بالمرأة في أدبه عن الحدود المادية، وتميز بالوطنية الصادقة التي لا تخدم أغراضا أخرى، وكان يقدس الطبيعة في أشعاره إلى درجة عميقة. امتاز الشابي بوضوح شخصيته وظهورها في شعره وبالعاطفة والانفعالية. ويقوم أسلوب الشابي على أناقة التعبير ورصانته وأصالته، وينساب بعفوية وبساطة رضية، ويتميز شعره بقوة الإحساس. وارتكزت رسالة الشابي على ثلاث نواح: هي أدبية ووطنية وإنسانية إلى الجمال، توفي وهو في ريعان شبابه وذلك سنة 1934م.
عنوان الكتاب
فؤاد حمدو الدقس


أدباء ومفكرون " تاريخ أدباء العربية"
أبو القاسم الشابي
لا يوجد بيانات