مقطع تحكي هذه القصة أن ابن آوى كان يسكن في منزله في الغابة بعيدا عن بقية الحيوانات متخذا لنفسه طريقة للعيش، فكان طعامه وشرابه يختلف عن سائر الحيوانات المفترسة، فلا يعتدي على أحد في سبيل الطعام أو الشراب، وكان قانعا بأعشاب الغابة ونباتاتها، وكان يعيش في قناعة وسعادة وإيمان. تناقلت الحيوانات أخبار ابن آوى حتى وصل خبره إلى الأسد ملك الغابة الذي أعجب بصفاته، وقرر أن يجتمع به، وأرسل الرسول ليخبره، ولم يمض وقت طويل حتى ذهب للملك، وعيّنه الملك ليدير أمور المملكة، فرفض، فأجبره على أن يدير خزائن الأموال، فحسده أعوان الملك الآخرون وحقدوا عليه وأصروا على الإيقاع به. وذات يوم قدم أحد الحيوانات اللحم للملك فاحتفظ به في القصر، فخبأوه في بيت ابن آوى ليوقعوا به، وعندما سأل الملك عن اللحم أخبروه أن ابن آوى قد أخذه لنفسه، فأمر الملك بتفتيش منزله، وبعدما تبين له أراد أن يعاقبه فأعطاه رسالة للنمر تقول إن يقتل حامل الرسالة، وفي طريقه قابل الذئب الذي أخذ الرسالة منه ليوصلها، وعندما وصل الخبر لأم الملك أوضحت له الأمور، فسارع الملك ليوقف النمر، وفوجئ بالذئب فأمره ليخبره بما يجري، وأخبره الذئب بكل شيء فطردهم الملك، لكن ابن آوى صفح عنهم.
عنوان الكتاب
فاتن محمد خليل اللبون
مفيد الأشقر


روت لي غابتي
لا يوجد بيانات