مقطع تحكي هذه القصة أنه عندما اقترب الشتاء قرر الصديقان الذئب والكلب أن يصطادا مؤونتهما للشتاء ويخبئانها في مكان لا يعلمه سواهما. وبعد عدة أيام من الصيد جمعا من الفرائس ما يكفيهما لطوال الشتاء وخبآه تحت شجرة بعيدة لا يصل لها أحد من الوحوش، ورجع كل منهما إلى بيته، وعندما وصل الذئب إلى البيت وروى ما فعله لزوجته، أصابها الطمع وقامت بالتآمر لإشباع طمعها، فسألت زوجها بسخرية: هل يعقل أن تصطاد في أيام قليلة مؤونة تكفينا للشتاء كله. فأصاب الذئب الغرور وأراد إقناع زوجته فأخذها إلى المكان الذي خبأوا فيه الطعام، فاحتالت الزوجة عليه، وقالت له إن الطعام لن يكفينا إذا ما تقاسمه الكلب معنا، فأخذ الذئب الطعام إرضاءً لزوجته، ثم سوّى الأرض كما كانت عليه. وعندما حل الشتاء القاسي ببرودته أحس الكلب بالجوع فذهب للذئب ليأخذا من الفرائس ما يسد جوعهما، وعندما وصلا للمكان وحفرا الأرض لم يجدا شيئا، فاتهم الذئب الكلب بالسرقة، وبدأ بالصراخ عليه حتى سمعه الأسد، فذهب إليهما وسألهما عن سبب صراخهما فقصّا عليه ما جرى، فقرر الأسد الحكم في أمرهما في الغد، فذهب الذئب إلى البيت سعيدا ظانا بأنه قد انتصر على الكلب بحيلته، ثم طلب من زوجته أن تختبئ في جوف الشجرة التي دفنا بجانبها الفرائس حتى إذا سأل الأسد الشجرة أجابت زوجته بلسانها. وفي الغد اجتمعت الحيوانات وسأل الأسد الذئب: هل لك بيّنة في دعواك؟ فقال الذئب: اسألوا الشجرة. وعندما سأل الأسد الشجرة أجابت: إن الكلب هو السارق. ولكن الأسد بذكائه نظر إلى الحيوانات فلم يجد زوجة الذئب فأدرك الحيلة وأمر جنوده بإحراق الشجرة لكي يلقن الذئب درسا لا ينساه، فخاف الذئب كثيرا، وطلب من الأسد أن يتريث، إلا أن الأسد لم يهتم له وأحرق الشجرة فلم تجد زوجة الذئب مفرا من النار سوى الصراخ والهرب من جوف الشجرة، فرآها الحيوانات متعجبين لما حدث، وأراد الأسد معاقبتهما بأن يعطي الكلب جميع الفرائس التي سرقها الذئب عقابا له، إلا أن الكلب الوفي عفا عن الذئب وأعطاه من الفرائس ما يكفيه وزوجته، ولكن الذئب عاش بقية حياته في الغابة منبوذا من الآخرين، وأصبح عبرة لغيره.
عنوان الكتاب
فاتن محمد خليل اللبون
مفيد الأشقر


روت لي غابتي
لا يوجد بيانات