مقطع تذكر القصة أنه في ساعة الظهيرة كان البلبل والغراب والعصافير متجمعين فوق أغصان شجرة، فطلب أحد العصافير من البلبل أن يغني لهم أغنية، فطلب منهم أن يغنوا معه، فغنى البلبل، ولما أتى دور الغراب الصغير ظل يطلق أصواتا مؤذية أزعج بها العصافير، فأصابه الخجل، وترك الطيور وطار، وفجأة وبعد طيران طويل رأى نفسه خارج الغابة عند الشاطئ، حيث رأى سفنا تمر بالبحر وبشرا يستحمون في الماء ويمرحون، فكان المنظر بديعا وساحرا، وقال: كيف نحن بالغابة الكثيفة المظلمة، وهناك مناظر جميلة لم نرها من قبل؟! عندها مر به طائر من طيور الكركي بمشيته الهادئة، فلاحظ دهشة الغراب به وقال له: ما بك أيها الغراب، أراك حزينا؟ فروى له الغراب حكايته، فنصحه الكركي بأن ينسى ذلك الأمر، وأن يذهب إلى أصدقائه ويحدثهم عن الجمال الذي رآه. فذهب الغراب ووصف كل الجمال الذي رآه، فاندهشت الطيور لذلك، وكلما انتهى الغراب من حديثه أمرته بإعادته كما لو كانت أغنية جميلة، وبذلك بدأ يبدع في حكاياته، ويستخدم خياله حتى أسعد الطيور، وأدرك بذلك قيمة النصيحة، وأن وصف الطبيعة لا يقل جمالا عن أغنية جميلة.
عنوان الكتاب
عواطف عبد السلام الشربيني
سها سليمان


لا يوجد بيانات