مقطع تذكر القصة أنه في إحدى الحدائق الواسعة، وفوق شجرة كبيرة كان هناك عش جميل يحوي ثلاث بلابل صغيرة، يقوم على رعايتهم الأبوان بلبل وبلبلة. وبعد أيام سئم كل من الزوجين مما يقوم به من عمل إزاء صغاره فضجر بلبل وقال: ليس من العدل أن أشقى طول النهار بين المزارع والحقول لإحضار الطعام لك ولصغارك، بينما تنعمين أنت بالراحة في العش!! فردت عليه البلبلة محتجة: إني أتحمل الأعباء أكثر مما تتحمل؛ فإني أعتني بإطعام الصغار، ونظافتهم، وحراستهم من الأعداء، كما أتولى نظافة العش على الدوام حتى يكون مريحا ونظيفا، كما أنني محبوسة في العش بينما تنعم أنت بالحرية والانطلاق بين المزارع والرياض فلكل منا دور يؤديه. وبعد طول نقاش اقترح البلبل بتبادل الأدوار؛ فيبقى هو في العش لرعاية الصغار، وتذهب البلبلة لإحضار الطعام مادام كل منهما غير راض عن عمله، فوافقا، وفي الصباح خرجت البلبلة فرحة، وظنت أنها مهمة سهلة وممتعة، ولكن منذ خروجها تعقبها صقر، وأفلتت منه فأعجوبة، واختبأت حتى سمحت لها الفرصة، وعادت لعشها وفي أثناء غيابها كان الزوج يكابد الأمرّين مع الصغار؛ فهذا يصرخ طالبا الدفء تحت جناحي أمه، والآخر يصيح من الجوع، وهو عاجز محتار، ودنا الصغير الثالث إلى حافة العش، فوقع لولا تداركته العصافير لأصبح حلما للقط، وعندها أدرك البلبل أن عمله أسهل من العمل الذي تقوم به زوجته، كما أدركت البلبلة أن كل مخلوق ميسر لما خلق له، وأيقنا أن لكل منهما عملا يناسبه، وتعاونهما هو السبيل إلى توفير حياة ملؤها السعادة والوئام.
عنوان الكتاب
عواطف عبد السلام الشربيني
سها سليمان


قصتي الجميلة
لا يوجد بيانات