مقطع تتحدث القصة عن الفيل (فلفول) الذي لم يصدق ما تراه عيناه؛ لقد رأى الذئب (فجعان) يسير مع الدبدوبة (ديدي) الصغيرة فقال لنفسه: لا بد أنه خدعها وسيأكلها، ولا بد من إنقاذها منه؛ فأمها دبة طيبة. جرى الفيل (فلفول) بسرعة حتى أدركهما ووقف أمام (فجعان) وقال له: صباح الخير. وسأله إلى أين؟ فأجابه (فجعان): (ديدي) تريد رؤية الأزهار ذات الألوان الغريبة التي تزين حديقتي. فقال (فلفول): أنت ليس لك حديقة يا كذاب، اترك (ديدي) تعود إلى بيتها. أدركت (ديدي) أنها أخطأت؛ لأنها لم تسمع كلام أمها التي حذرتها من الذئب (فجعان) وقالت: سأعود إلى البيت؛ فاعترض (فجعان) طريقها فتقدم (فلفول) منه، ولف خرطومه عليه، ورفعه لأعلى وهوى به إلى أسفل عدة مرات. صاح فجعان: يكفي لن أتعرض لها مرة أخرى. اصطحب (فلفول) الدبدوبة (ديدي) إلى بيتها فشكرته أمها عندما عرفت الحكاية، وفي المساء طلبت (ديدي) من (فلفول) أن يأتي لزيارتها كل يوم ليتبادلا الحديث والتعاون معا. وفي اليوم التالي ذهب (فلفول) إلى الدبة فرحبت به وقدمت له صغارها الأربعة؛ (ديدي)، و(زيزي)، و(فيفي) و(ريري)، وفي هذه اللحظة رأت الدبة خيال الذئب (فجعان)؛ فخرجت الدبة فراح يجري مبتعدا، وعرفت أنه سيتحين فرصة غيابها من المنزل ويخطف إحدى صغارها، فطلبت من (فلفول) أن يأتي صباح الغد، وستعد له بيتزا ممتازة. عاد (فلفول) إلى منزله وأصوات صياح الدببة والطبل والزمر يملأ أذنيه، فحرص في اليوم التالي أن يسد أذنيه بقطعة من القطن، وذهب إلى بيت الدبة التي أعدت له البيتزا، وطلبت منه أن يجلس مع الصغار، وإذا جاء الذئب فلا تجعله يقترب من هنا ولا تعطه شيئا. قالت الدبة ذلك وسط صياح الدببة وإزعاجهم، فسمع (فلفول) الكلام بطريقة مختلفه واعتقد أنها تقول: إذا جاء الذئب أعطه الصغار لأرتاح من صياحهم بسبب الضجيج والقطن الذي وضعه في أذنه. انصرفت الدبة إلى السوق وأوصت الدببة بالهدوء لكن بدون فائدة، ولما رأى (فلفول) الذئب يمر من أمام البيت جرى إليه وهو ينادي: تعال أيها الصديق الطيب. لكن الذئب وقف بعيدا، فقال (فلفول): تعال وخذهم الأربعة؛ أمهم تريد التخلص منهم ومن صياحهم. نظر الذئب إليه وهو يشك في كلامه، وساق (فلفول) الدببة الأربعة أمامه وجرى بهم خلف الذئب، والذئب يجري أمامهم خائفا من الفيل، لم يصدق الذئب نفسه إلا بعد أن ترك (فلفول) الدببة وسار إلى منزله، فاصطحب الدببة وهو يقول: هذه وليمة، سأدعو إليها الذئاب. ثم قال: فكرة سأمر على كل بيوت الحيوانات وانتظر أمام البيت الذي أجد أطفاله يصيحون ولا يستمعون لنصائح أمهاتهم. عادت الدبة الأم إلى البيت فلم تجد صغارها، فجرت بسرعة إلى بيت (فلفول) الذي قال لها: نفذت طلبك وأعطيتهم للذئب (فجعان). وكان قد نزع القطن من أذنيه فقالت له: أنت غلطان ولم تسمع ما قلته بالضبط، وجرى الاثنان مسرعين فرآهما الذئب من بعيد وكان يسن أسنانه استعدادا لأكلهم، ورأى الغضب على وجه الدبة والفيل فقال: لقد غيرت الدبة رأيها. وعندما رأى (فجعان) خرطوم الفيل تذكر الضربات العنيفة فجرى هاربا. عادت الدببة مع أمهم وعرفوا أن ضجيجهم كان السبب في غلطة (فلفول) وصاروا يقرأون في البيت القصص المفيدة، ويرسمون اللوحات الجميلة ويهدأون عند وجود الضيوف، وفي وقت الغروب يذهبون إلى الغابة ويلعبون ويغنون ويقرعون الطبل.
عنوان الكتاب
علي ماهر عيد
رفعت عفيفي


حكايات من الغابة
لا يوجد بيانات