مقطع تذكر القصة أنه في ذات يوم نظرت (أرنوبة) إلى الغابة، فرأت جميع الأرانب مع رئيستهم يحملون معدات الزراعة؛ ليزرعوا الجزر، فذهبت (أرنوبة) لتوقظ زوجها الأرنب حتى يذهب معهم، فقال الأرنب لزوجته إنه لن يذهب اليوم معهم، وقال بكبرياء: إنني ذكي فقد توصلت إلى طريقة حديثة أزرع وأحصد في نفس اليوم. تعجبت زوجته ولكنها صدقته، فقد كان يجلس تحت ظل الشجرة ويقرأ كتبا حديثة عن الزراعة، والكتب هي (علي بابا والأربعين حرامي) و(لص بغداد). وعندما نضج محصول الجزر في حقول الأرانب خرج (أرنوب) وقد لبس القناع ليخفي وجهه، ومعه كيس لجمع الجزر، وأخذ معه مصباحاً لينير به طريقه، وفعلا نجح في جمع الجزر دون أن يراه أحد ولكنه لم ينتبه إلى الآثار التي خلفها وراءه. وذات يوم مرّ رئيس الأرانب ببيت (أرنوب) ومعه الكثير من الجزر، فأعطاه لزوجة (أرنوب) التي أخبرته أن زوجها قد جمع الكثير من الجزر. فسألها الرئيس: كيف؟ فردت: قد اكتشف طريقة حديثة للزراعة فيزرع ويحصد في نفس اليوم. فعرف الرئيس أن (أرنوب) هو الذي سرق الجزر، ودبر له مكيدة ليقع فيها، فوقع (أرنوب) في الحفرة وافتضح أمره، فبكى بكاءً شديدا خجلا من نفسه، وقرر الرحيل، ولكن الرئيس طلب منه البقاء فلا ذنب لأولاده بالرحيل، وندم (أرنوب) على فعلته، وقرر أن يزرع ويحصد مثلهم.
عنوان الكتاب
علي ماهر عيد
رفعت عفيفي


حكايات من الغابة
لا يوجد بيانات