مقطع تتحدث القصة عن (مانيا) المعروفة بـ (ماري كوري) خادمة الإنسانية، والتي ولدت في بولندا، وكان والدها يعمل مدرساً للطبيعة، وأمها رئيسة معهد البنات، وقد كانت (ماري كوري) ذكية تحب القراءة وتكره الاستعمار؛ فقد كان يوكلها المعلمون للإجابة عن أسئلة المفتش الروسي ليعود خائبا. كان لها ثلاث أخوات (صوفي)، (برونيا) و(هيلا) وأخ يدعى (جوزيف). وبعد إتمامها الثانوية بنجاح لم تكن قادرة على السفر إلى باريس للالتحاق بالجامعة، وذلك لضيق موارد والدها، خاصة بعد وفاة أمها وأختها الكبرى، لكن اتفقت الأختان (برونيا) و(مانيا) على سفر الأولى إلى باريس لدراسة الطب، والأخرى تعمل كمربية حتى تؤمن المال، وذلك لإرساله إلى أختها في باريس، وما إن تنتهي دراستها يأتي الدور على (مانيا)، وبالفعل عملت (مانيا) كمربية عند إحدى الأسر الثرية، لكن هذا العمل لم ينسيها ظروف وطنها في ظل الاستعمار الروسي الذي منع أبناء بلدها من التعليم، فحرصت على تعليم مجموعة منهم غير آبهة للسلطات الروسية إن علمت بها. وبعد إتمام أختها لدراسة الطب، وزواجها من طبيب بولندي حان الوقت أن تفي بالوعد الذي قطعته فجاءت (مانيا) إلى باريس، والفرحة تغمرها، وكان الطلاب ينظرون إليها بتعجب؛ حيث كان همها الوحيد هو المحاضرات والتجارب والكتب والجلوس في الصف الأول من الدرس. بعد ذلك حصلت (مانيا) على درجتين في الطبيعة والرياضيات لكنها لم تكتف بهما، فقدمها الأستاذ البولندي إلى صديقه الأستاذ الفرنسي الذي يعمل مديرا لمدرسة الطبيعيات، ويدعى (بيير كوري) والذي سرعان ما تزوجها، فأصبحت تسمى (ماري كوري) وأخذ الزوجان يعملان في مجال العلوم والتجارب في معمل صغير لهما، إلى أن كان الاكتشاف العلمي لعنصر الراديوم، ونيلهما معا لجائزة نوبل في العلوم الطبيعية. وفي أحد الأيام الماطرة هم عليها الحزن؛ إذ فقدت زوجها في حادث تعرض له باصطدامه بعربة للخيول، ومع ذلك لم يثنيها عن متابعة المسيرة العلمية؛ فنالت للمرة الثانية جائزة نوبل (1911) وهي الوحيدة التي حصلت عليها مرتين ورحلت (ماري كوري) سنة (1934) بعد مرض شديد نتيجة لتعرضها لإشعاعات العنصر الذي خلدها في ذاكرة التاريخ.
عنوان الكتاب
علي عبد المنعم
خالد عبد العاطي


واقعي-شخصيات
نساء في القمة
لا يوجد بيانات