مقطع تتحدث القصة عن (فلورانس) الفتاة الجميلة الذكية، وهي ابنة لوالد ثري بريطاني، ولدت في (12) من مايو عام (1820) وقرر والدها أن يربيها تربية تليق بأبناء النبلاء والأشراف، فتعلمت الموسيقا والعلوم الإنسانية واللغات والفلسفة، وعندما بلغت العشرين من عمرها رحلت لأوروبا لتزور معالمها وحضارتها، ولكنها لم تفتتن بها بل كانت تزور المستشفيات في كل بلد تزوره، وراحت تدرس أحوال المرضى وعلاجهم. ولما عادت لبلادها قررت العمل في التمريض، وصارت تفكر في كيفية بناء مستشفى صحي، وكان المجتمع في ذلك الوقت لا يهتم بمهنة التمريض، وكان والدها يغضب عندما ترفض كل شاب يتقدم للزواج منها؛ لذا قرر أن تسافر لمصر حتى تنسى موضوع التمريض. استمتعت (فلورانس) بمصر كثيرا، وكذلك أحزنها ما رأته في المستشفيات من إهمال وفساد، ولذلك سافرت لباريس لتدرس أكثر عن التمريض، ثم عادت إلى لندن وأسست دارا لرعاية النساء المريضات والمسنات اتصفت بالنظام والرعاية وحسن الإدارة. ولما قامت حرب القرم في عام (1854) ونشطت حركة المتطوعات الفرنسيات لرعاية الجنود الجرحى جمعت (فلورانس) النساء وذهبت معهن هناك للعناية بالجرحى، فأحزنها ما رأته من قسوة وقذارة وحشرات وملابس وسخة، لذا قررت شراء الأدوية والغذاء، وأمرت بغسل الملابس القذرة فتحسن حال المستشفى كثيرا. وسُميت (فلورانس) بالمرأة ذات المصباح؛ لأنها كانت تسهر على رعاية المرضى، فيتقدمها المصباح. ولما انتهت الحرب قررت الحكومة البريطانية أن تعمل لها حفلة على شرفها عند عودتها، لكنها رفضت ذلك وصارت بطلا قوميا، ولقد وافقت الملكة على إنشاء المدرسة الطبية العسكرية، وأسست (فلورانس) أول مدرسة تمريض في العالم وسميت باسمها، فصارت خبيرة ومستشارة بشؤون التمريض، وقلّدها إمبراطور ألمانيا وسام الاستحقاق، كما أهدته لها بلادها سنة (1907). إلا أنها عجزت عن الحركة، ولزمت فراشها، وهي لا تزال في سن الأربعين، والسبب هو الأعصاب، وبالرغم من ذلك أسست مؤسسة الصليب الأحمر الدولي مع السويسري (هنري دونان) ثم فقدت بصرها عام (1910) وانطفأ المصباح، وفقد العالم تلك المرأة العظيمة.
عنوان الكتاب
علي عبد المنعم
خالد عبد العاطي


واقعي-شخصيات
نساء في القمة
فلورانس نايتنجيل
لا يوجد بيانات