مقطع تتحدث القصة عن إحدى أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- وهي (زينب بنت جحش)؛ فقد كانت من السابقين في الإسلام، فأخوها عبد الله بن جحش رئيس العشيرة، وقد تكاثر على بابها الخطاب؛ فهي ذات شرف وحسب وجمال، ويكفي أن أمها هي أميمة بنت عبد المطلب عمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فتحيرت فيمن تختار، فأرسلت أختها إلى الرسول، فاقترح عليها زيد بن حارثة الذي دخل مكة عبداً، ثم اعتقه الرسول وتبناه. خطب الرسول زينب ابنة عمته إلى مولاه زيد؛ فأبت هي وقومها إلا أنه نزل أمر الله بآية قرآنية، فوافقت لأمر الله، ولكن كانت رافضة له؛ فتعامله بغلظة وخشونة وكبرياء حتى طلقها، وبعد ذلك أتى أمر من الله لرسوله بأن يتزوج ابنة عمته؛ فكانت تتباهى بذلك أمام الناس، وفاضت على من حولها، وفاح أريجها في بيت النبوة، فكانت من أتقى الناس لله، وأخوفهم منه، وأصدقهم حديثا، وأوصلهم للرحم، وأكثرهم عطفا على الفقراء، فكان الرسول يقول أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا. وبعد وفاة الرسول توفيت زينب فعرفت زوجاته أنها كانت أطول يدا بالصدقة في سبيل الله، فكانت تستكثر على نفسها المال؛ فتقوم تفرقه في رحمها والأيتام، وكانت تبر الرسول بعد وفاته، كما كانت تبره في حياته، وبعد وفاته لم تسمح لنفسها بالخروج حتى إلى الحج.
عنوان الكتاب
علي عبد المنعم


أمهات المؤمنين
لا يوجد بيانات