مقطع تتحدث القصة عن (زبيدة) زوجة الخليفة هارون الرشيد، وقد أطلق عليها الاسم جدها أبو جعفر المنصور؛ لبياضها وسمنها، وبعد أن أصبح هارون الرشيد خليفة للمسلمين حرصت زبيدة على أن توفر له الطمأنينة والسكينة وحسن العشرة، وأنجبت له ابنه (الأمين). وفي أحد الأيام علمت بأن زوجها هارون لوحده، فأرسلت تخبره برغبتها في زيارته لها، فجاء إليها مصطحبا معه (ابن جامع) الذي غنى لهما غناء جميلا؛ فأكرمته، وسعد بذلك أمير المؤمنين؛ لأنها سبقته في إكرام ضيفه، فأمر بإعطائها نفس ما أعطته للرجل. ولم تكن زبيدة امرأة جميلة فحسب، بل كانت أيضا رشيدة حكيمة؛ بدليل أن هارون الرشيد نادها في أحد المرات بـ (أم نهر) ولم تغضب، بل أرسلت في طلب الأصمعي عالم اللغة، وأوضح لها أنه يعني (جعفر) أي النهر الصغير، وهي كنيتها؛ فاطمأن قلبها وفي الوقت نفسه زادت علما ومعرفة. ولم يكن عطفها يقتصر على الشعراء والعلماء، إنما امتد ليصل الى الفقراء والمساكين، وكل سائل ومحروم أيضا، فقد أمرت بحفر آبار ماء بين بغداد والحجاز لحجاج بيت الله، وسقت أهل مكة، وبعد وفاة زوجها دبت الفتنة بين الأخوين الأمين والمأمون، والتي انتهت بقتل الأمين على يد طاهر بن الحسين قائد جيش المأمون الذي تأثر بشدة وحزن؛ لذلك حرص على بر أمه وأسرتها التي ظلت في قصرها تقية صالحة إلى أن وافتها المنية.
عنوان الكتاب
علي عبد المنعم
عبد المرضي عبيد


نساء في القمة
لا يوجد بيانات