مقطع تتحدث القصة عن الفيل (فيلو) الذي كان يعيش في غابة كبيرة، وواسعة، وبعيدة، ويحب المرح واللهو والضحك، وكان دائما يسير في الغابة سعيدا، وهو يدب برجليه، ويصرخ بأعلى صوته قائلا: أنا (فيلو) السعيد .. صوتي عالٍ وشديد .. يسمعه كل بعيد .. أنا القوي الفريد. تضايقت حيوانات الغابة من الضوضاء التي يحدثها (فيلو)، وفي يوم من الأيام اقترب منه الذئب وقال له: إن كل حيوانات الغابة يريدون أن توقف هذه التصرفات، وألا تزعج أحدا. قال (فيلو) معترضا: أنا حر أتصرف كما أشاء. قال الذئب: الحرية ليست الاعتداء على حرية أحد. قال (فيلو) باستهتار: لا أفهم ما تقوله أتركني أفعل ما أريد، وعاد مرة أخرى يغني بصوته المرتفع. وذات صباح شعر (فيلو) أنه لا يقدر على الكلام؛ فقد أصيبت حنجرته بتعب لأنه أرهقها بصوته المرتفع وجلس يتأمل، وعندما رآه الذئب كذلك جمع ذئاب الغابة وأخذوا يعوون بصوت مزعج ومنفر. نظر إليهم (فيلو) وقال لهم بصوت ضعيف: أنا مريض.. حرام عليكم.. أريد أن أستريح. قال الذئب بتحدٍ: نحن أحرار نفعل ما نريد. عندها شعر (فيلو) بالحزن وسكت؛ فقال له الذئب: تستطيع أن تكون سعيدا وتغني وتلعب، ولكن بهدوء؛ لأن الإزعاج والفوضى ليست حرية بل هي الفوضى. وطلب الذئب من رفاقه أن يذهبوا، وقال لفيلو: أرجو أن تكون قد فهمت معنى الحرية الآن.
عنوان الكتاب
عفاف عبد الباري


حكايات من عالم الحيوان
لا يوجد بيانات