مقطع تتحدث القصة عن جماعة من عشرين رجلا من الصيادين فكروا في الذهاب إلى الغابة، وصيد أكبر عدد من الحيوانات، وتزويد أنفسهم بأحدث أسلحة صيد بصحبة عشرة كلاب. سمعت حيوانات الغابة بقدوم هؤلاء الصيادين، فساد الحزن والفزع؛ فأخذت بعض الحيوانات تبكي وبعضها يصرخ، وبعضها الآخر حاول الهرب والابتعاد عن المكان. في ذلك الوقت وقف الأسد بين الحيوانات وأخذ يقول لهم: أيها الأعزاء سكان الغابة أرجو أن تتماسكوا وعليكم بالهدوء حتى نستطيع أن نفكر جيدا ونتصرف بعقل وحكمة. ضحك القرد وقال بسخرية: كيف نتغلب على هؤلاء الرجال، وهم مسلحون بأحدث الأسلحة، ومعهم كل هذا العدد من الكلاب القوية؟! أجاب الأسد: يجب ألا نيأس علينا أن نفكر بهدوء ونتعاون في المقاومة، وبذلك ننتصر عليه مهما بلغت قوته. اقتربت نملة صغيرة من رِجل الأسد وقالت: هل أستطيع المساعدة؟ صاح القرد متهكماً: أنت أيتها النملة؟ تساعديننا وتشتركين معنا؟! كيف وأنت بهذه الضآلة والضعف؟! قالت النملة وهي متأثرة: أتسخر مني؟ أخذ القرد يضحك ويقهقه ويقول: ياللعجب إن النملة ستساعدنا وتشترك معنا، هاهاها.. إن هذا لمضحك حقا .. هاها. نظرت النملة إلى القرد بتحدي، ثم تركتهم عائدة إلى بيتها، وقبل أن تصل إلى البيت كانت قد توصلت إلى فكرة، وبعد أن عرضت النملة الفكرة على إخوانها من النمل قرر كل النمل تنفيذها، فخرجوا من جحورهم واصطفوا في طوابير، وبدأ زحفهم في اتجاه الصيادين الذين وصلوا إلى الغابة. اصطف النمل بهمة ونشاط، وكأنه جيش مدرب، في ثلاثين مجموعة، وتولت عشرون منها الرجال العشرين، والعشرة الباقية توجهت نحو الكلاب. ولم يمضِ إلا وقت قليل حتى كان جميع أفراد الصيد يصرخون من الفزع والألم؛ فتراجعوا وابتعدوا عن الغابة. وبعد الانتصار اشتركت جميع حيوانات الغابة على عمل حفلة تكريما للنمل، وكان القرد خجولا لما قاله للنملة، قال له الأسد: أيها القرد اذهب واشكر النمل الشجاع الذي قام بالعمل العظيم الذي لم نستطع القيام به. قام القرد وشكر النملة، وطلب منها أن تقبل أسفه، قالت النملة: ما فعلناه كان واجبا علينا ونحن قبلنا أسفك؛ لأنك عرفت أن لكل مخلوق فائدة مهما بلغ من الضعف والصغر.
عنوان الكتاب
عفاف عبد الباري
فريده عويس


المكتبة الخضراء للأطفال
لا يوجد بيانات