مقطع تذكر القصة أن المياه الناتجة عن السيول الكبيرة حملت خشبة كبيرة، عليها ديك ودجاجة، وكان هناك بالقرب من مجرى الماء منزل تعيش فيه بطة اسمها (غرشاء). عندما رأت البطة منظر الديك والدجاجة سبحت خلفهما لتتفرج عليهما، وبعد أن قطعت مسافة طويلة أرادت الرجوع فلم تقدر على مقاومة جريان الماء المندفع بقوة، وجرف السيل الثلاثة إلى البحر، وقذفتهم الأمواج إلى جزيرة نائية حيث لم يكن يعيش هناك أي إنسان أو حيوان سوى سلحفاة مسكينة تعيش وحدها راضية قانعة. في هذا الوقت كانت الدجاجة حزينة على هذا الوضع، والديك يقول لها: إن الله سيرزقنا ما نحتاج إليه، ويجب علينا أن نسعى ونعمل. بدأ الديك والدجاجة عملهما في تقليب الأرض وزراعتها، وكانت البطة (غرشاء) تضحك عليهما ولا تساعدهما، كما كانت السلحفاة تحمل الماء من البحر، وتجلب الطين، وتصنع البيت. وعندما كان الديك يقلب الأرض وجد بعض الحشرات فوضعها في الشمس؛ لكي تجف حتى تكون طعاما للسلحفاة، وعندما جاء وقت الحصاد كان كل من الدجاجة والديك والسلحفاة يقومون بعملهم. وعندما جاء فصل الشتاء، ونزل المطر بغزارة دخل الثلاثة إلى البيت، وحينها ذهبت البطة إليهم وهي تبكي من الجوع والبرد، وتطلب الأكل، فلم يساعدونها؛ لأنها لم تعمل معهم وكانت تضحك؛ فخرجت البطة حزينة على الرغم من المطر الشديد، وبعدها نظر الثلاثة إلى بعضهم، وقال الديك: علينا أن نسامحها هذه المرة. ثم سامحوها؛ فخجلت البطة من نفسها، ووعدتهم أن تكون محبة للعمل في المستقبل.
عنوان الكتاب
عصام الرحولي


المكتبة الذهبية للأطفال
لا يوجد بيانات