مقطع تذكر القصة أنه في أحد الأيام صحا أولاد الحكايات الملونون على شعاع الشمس، وكان اليوم يوم عمل، وكان في يد كل منهم مقطفا ملونا، فيطيرون في السماء إلى الأرض السمراء، ثم بذر كل ولد البذور في الأرض، وركب كل واحد على سحابته ليعطي البذور ماء الحياة. وبعد أيام بدأت تنبت الأرض إلى أن كبرت النباتات، وتحولت إلى شجيرات صغيرة، وفي يوم التمني كان لكل شجرة الحق في أن تتمنى، تمنت واحدة أن تصبح شجرة برتقال، والثانية شجرة تفاح، والثالثة شجرة ليمون و... لكن شجيرة صغيرة تمنت أمنية غريبة أدهشت صاحبها الولد البنفسجي، حيث تمنت أن تظل صغيرة واستغرب الولد البنفسجي، وحكى لأصحابه عن تلك الشجيرة الصغيرة التي لا تريد أن تكبر. مرت الأيام وعملت الأشجار لتكبر، ولكن الشجيرة الصغيرة ظلت صغيرة وسعيدة، وتألمت الأشجار وهي تكبر، وتكون الفروع، وتنبت الأوراق، وكثيرا ما تتألم أثناء ولادة الورق ونمو البراعم، وظلت الصغيرة تضحك من آلام الآخرين، وكانت لا تعمل ولا تكبر ولكنها سعيدة بالكسل. بعدها أثمرت الأشجار بالتفاح والبرتقال والليمون والمشمش، وظلت الصغيرة بلا ثمر، وجاء أولاد الحياة يلعبون مع الأشجار يقطفون الثمار، ويأكلون ويمرحون، وأرادت الصغيرة أن تلعب مع الأولاد ولكنهم كانوا بعيدون عنها، صرخت عليهم ولا يسمعونها، وبين وقت وآخر نظر إليها أحد الأولاد ضاحكا ساخرا بأنها صغيرة لا ثمار لها؛ فضحك الآخرون على الشجرة الصغيرة. حزنت الشجيرة الصغيرة، وبكت بدموع غزيرة، وجاء الأولاد الملونون يسألون ما الخبر؟ ردت عليهم أن أولاد الحياة لا يريدون اللعب معها؛ فردوا عليها لقد طلبت أن تظلي صغيرة، وقال لك البنفسجي ستندمين، لكنك لم تطاوعيه، ولقد غضب منك ولم يحضر معنا، فزاد بكاء الشجرة وهي نادمة، وطلبت المساعدة منهم. رَقَّ قلب أولاد الحكاية، وقالوا لها: ستعملين، فنساعدك، لمس الأولاد أطرافها؛ فكبرت الفروع وبدأ الورق يظهر على الفروع، وزاد الورق، وعندما كان الأولاد يلعبون ويقطفون الثمار، ويغنون ويسمرون مع الشجر ثم يتعبون فينظرون حولهم ليستريحوا كانت الشجيرة الصغيرة أكبر ظل يحتمون به من حرارة الشمس، ذهبوا إليها جميعا وجلسوا في حضنها، فأرخت عليهم فروعها، وفرحوا بظلها؛ فأطلقوا عليها (أم الظل) وكانت سعيدة باسمها.
عنوان الكتاب
عدلي رزق الله


حكايات عدلي رزق الله
لا يوجد بيانات