مقطع تتحدث القصة عن (عمار) وهو طفل في الخامسة من عمره، ذو طباع حميدة، مطيع لوالديه، لديه عصفورة تدعى (زينة) وهي طيبة القلب وتحبه كثيرا، ولديه كذلك قط أشقر صغير، طيب القلب يدعى (عنتر). وذات يوم دعت (زينة) صديقها (عمار) لاستقبال ضيفة عزيزة في الحديقة؛ فأسرعا لملاقاتها، فإذا بحمامة بيضاء تقف على أغصان الشجرة، قالت (زينة): هذه صديقتي (بسمة) وجاءت لزيارتنا. فرحب بها (عمار) وسعد بصداقتها. أخذ الأصدقاء يلعبون في الحديقة منضما إليهم (عنتر) وأدخل الفرحة والبهجة على قلوبهم بحركاته وقفزاته المدهشة، وقدم (عمار) لـ (بسمة) حفنة من حبات الذرة فتناولتها بسرور. وفجأة استأذن (عمار) من أصدقائه ليذهب مع والده إلى الجامع ليؤدي صلاة العصر جماعة، وعندما عاد (عمار) أخذوا يمرحون حتى تمكن منهم التعب، فجلسوا ليرتاحوا فسمعوا صوت والد (عمار) يقرأ بصوت عذب آيات من القرآن، فأثار إعجابهم، وذهب الأصدقاء لملاقاته، فوجدوه جالسا على سجادة الصلاة، وعندما انتهى من قراءته أغلق المصحف بعناية ورحب بالأصدقاء ودعاهم إلى الجلوس، وقد عبروا عن استمتاعهم لسماع تلاوته للقرآن الكريم. فوضح الوالد لهم ثواب قراءة القرآن عند الله سبحانه وتعالى، وذكر أن التأمل فيه عبادة، مضيفا أن القرآن قد أنزل على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ليبين لنا العبادات وأعمال الخير، وينهى عنه من أعمال الشر، كما يسرد قصص الأنبياء والرسل؛ لنقتدي بهم، وقصص أقوام عاقبهم الله؛ لأنهم لم يطيعوه لكي ننتفع من أخطائهم، وذكر كذلك أن في القرآن سورا كثيرة منها الطويلة ومنها القصيرة، وكل سورة تتألف من آيات عديدة، ومن خلال آياته نفهم ديننا وعباداتنا وأخلاقنا، وأولى سور القرآن هي سورة الفاتحة؛ لأننا نفتتح بها قراءة القرآن، وسورة الناس هي الأخيرة. وقرأ الوالد عليهم سورة الفاتحة بترتيل، وذكر أنها تقرأ في كل ركعة في الصلاة، كما بين آداب قراءة القرآن من ترتيل ووضوء وطهارة، وبيّن لهم كيفية قراءة القرآن وفق قواعد تبين مخارج الحروف، كما نبه على أن عند قراءة القرآن يجب أن نصمت ونستمع إليه بخشوع، ووعد بتعليمهم قراءة القرآن لأن به أجرا كبيرا. وفي النهاية استأذنت (بسمة) ورحلت إلى بيتها.
عنوان الكتاب
عبد الواحد علواني


واقعي
حديقة الإيمان
لا يوجد بيانات