مقطع تذكر القصة أنه في ليلة باردة جلست (ندى) في حضن جدتها بجوار الموقد تستمع لحكايتها، وأثناء ذلك نامت ورأت في الحلم نارا تناديها، فقالت لها: ماذا تريدين؟ قالت النار: اقتربي فأنا أحبك. قالت ندى: لن أقترب لأنك ستحرقين ثيابي وجسمي. قالت النار: ستأتين دون أن تنتبهي. ردت ندى: أراك بعيني. فقالت النار: عندما تقفلين عينيك أو تلتفتين سأقترب منك. قالت ندى: سأسمع صوت احتراق الحطب وأبتعد. غضبت النار فقالت: سأقترب حينما تحدث ضجة. قالت ندى: سأحس بحرارتك إذا تلمس جسدي وانتبه. اشتد غضب النار وقالت: سأختبئ بين ملابسك. قالت: إذا اختبأتِ بثيابي سأشتم رائحة احتراقها وأبتعد. غضبت النار واشتد غيظها فانطفأت، واستيقظت ندى من النوم في الصباح، وشعرت بالبرد ولم تجد النار، وشعرت بالجوع؛ فلم تجد نارا، فبكت، وسمعت الجدة صوتها وسألتها عن بكائها، فقالت ندى: أمس حلمت بالنار تطلب مني أن أقترب فرفضت وغضبت النار وانطفأت والآن أشعر بالبرد والجوع. قالت الجدة: تلك كانت النار الشريرة، أما النار الطيبة فهي هنا ،وأشعلتها وعملت لندى كعكاً؛ فقالت ندى: النار تشعرنا بالدفء، وتعد لنا الطعام، ولكن إذا اقتربنا منها احترقنا.
عنوان الكتاب
عبد الواحد علواني


أحب المدرسة
لا يوجد بيانات