مقطع تذكر القصة أنه لما مضى فصل الصيف، وبدأ الهواء يعبث بكوخ الأرانب القديم، وأوقع المدخنة، قالت الأم لأولادها الثلاثة: الشتاء قادم ببرده وأمطاره، وكوخنا أصبح قديما، وعلينا بناء كوخ جديد. وفي صباح اليوم التالي استيقظت الأرانب باكرا، وكانت الأم قد أعدّت ألواح الخشب، وما عليهم سوى أن يتعاونوا على نصبها وربطها، حملت الأرانب الألواح بنشاط إلى المكان الذي ستقيم فيه بيتها، وحملت لوحا به نافذة واسعة ولكنها احتارت أين تضعه ثم قالت هذا اللوح به نافذة كبيرة لتدخل أشعة الشمس لذا نضعه جهة الشرق، وسألت الأرانب: أين جهة الشرق؟ فقالت: حيث تشرق الشمس. حفرت الأرانب إخدودا ثم نصبت اللوح فيه، وأشارت الأم إلى اللوح الثاني قائلة: وهذا نضعه في جهة الغرب، فصاحت الأرانب بصوت واحد: الغرب في الجهة التي تغرب فيها الشمس. ونصبوا اللوح الثاني وثبتوه. وكان عليهم أن ينصبوا اللوح الثالث في جهة الشمال ولكن الأرانب لم تعرف جهة الشمال، ثم طلبت أمهم أن يمدوا يدهم اليمنى نحو الشرق، واليسرى نحو الغرب ثم سألتهم: والآن أين تتجهون بأنظاركم؟ فقالوا: إلى الشمال. فقالت الأم: وخلفكم الجنوب. فرحت الأم بأبنائها، وقاموا معا بنشاط بربط الألواح الأربعة، ثم ركبوا النوافذ والأبواب، ونقلوا أمتعتهم إلى البيت الجديد، وجلسوا مسرورين يتناولون عشاء من الجزر اللذيذ. وقالت الأم: أشكركم يا أحبائي فبفضل تعاوننا حصلنا على منزل جميل.
عنوان الكتاب
عبد الواحد علواني


أحب المدرسة
لا يوجد بيانات