مقطع تذكر القصة أنه لدى (سعد) دفتر صغير، يكتب فيه مذكراته بخط جميل، ويزينه بصور جميلة في نهاية كل شهر. وفي نهاية السنة أخذ الدفتر، وأراه لوالده، ففرح كثيرا، وبدأ يقرأ مذكراته: ففي شهر يناير، الثلج يغطي الأرض، والبرد قارص خلال النهار، وأنا أقوم مع أصدقائي بصنع دمى من الثلج، وفي المساء أجلس أمام الموقدة لأتابع قراءة دروسي. وفي شهر فبراير الأمطار غزيرة، والأشجار عارية، ولم آخذ مظلتي إلى المدرسة ذات يوم وعندها مرضت ولن أنسى مظلتي بعد اليوم. وفي شهر مارس خف البرد، وظهرت الأعشاب، وصنع لي والدي طائرة ورقية جميلة، وسرعان ما حلقت بالسماء. وفي شهر أبريل: ما أجمل الربيع! كل شيء أخضر والشمس ساطعة، وأيام العطلة أقضيها مع أصحابي في البحث عن الأزهار وملاحقة الفراشات. وفي شهر مايو: درجة الحرارة ارتفعت، وأصبحنا نرتدي ثيابا خفيفة، وأعلنت النتائج؛ ففرحت لأني قد نلت المرتبة الأولى. وفي شهر يونيو: النهار طويل، وقد رافقت والدي إلى البيادر والحقول، وشاهدت الحصادين يعملون منذ الفجر حتى المساء بجد ونشاط. وفي شهر يوليو: نضجت الفواكه اللذيذة، ومرة لم أغسل الثمار وأكلتها بعد قطفها؛ فآلمني بطني كثيرا، فقررت عدم تناول شيء منها دون غسله. وفي شهر أغسطس ترتفع درجة الحرارة، وتشتد شكوتي لوالدي من شدة الحرارة، فأخذني والدي إلى المسبح. وفي شهر سبتمبر خفت شدة الحرارة وفتحت المدارس، وحصلت على كتب جديدة. وفي شهر أكتوبر اصفرت الأشجار وأخذت تتساقط، والهواء بدأ يتحرك بقوة. وفي شهر نوفمبر اشتد البرد، واشترى لي والدي ثيابا ثقيلة، وحذاء طويلا. وفي شهر ديسمبر كان البرد شديدا، والأمطار غزيرة، وجلست إلى الموقد أراجع دروسي.
عنوان الكتاب
عبد الواحد علواني


واقعي
أحب المدرسة
لا يوجد بيانات