مقطع تتحدث القصة عن رجلين جارين في الزرع والسكن؛ الأول صاحب نعم كثيرة ومتعددة، ولكنه لا يُقدِّر هذه النعم؛ فهو جاهل وكافر ويقسو على الناس، أما الآخر فقد كان فقيرا ينقصه الكثير من النعم على عكس الرجل الغني، فهو يعامل الناس معاملة طيبة. وفي يوم من الأيام التقى الصاحبين عند باب البستان، وكان الغني ينظر إلى الفقير بتكبر واستعلاء، متحدثا عن النعم الكثيرة التي لديه، اعتقادا منه أنها تجمعت بجهده وعمله، ويجهل أن ذلك رزق من الله. وأثناء حديثه بيّن أن الجنة دائمة له، ولن تفنى أبدا، ولن يكون هناك حساب في الآخرة كما يقولون. عندها أنزل الرجل الفقير أدواته التي كان يحملها على الأرض وقال: أكفرت بالله الذي خلقك من التراب وخلق هذه النعم التي تتباهى بها؟! فالله -عز وجل- ربي ولا أشرك به أحدا. أراد الفقير أن يوجه النصح إلى الغني بأن يذكر الله ويقول ما شاء الله، فكل ما يملكه فهو بمشيئة الله، وأضاف: انظر إليّ أنا فقير ولكن إن أراد الله أن يرزقني خيرا من النعم التي لديك فسوف يرزقني، وهو قادر على أن يدمر بستانك وينهي النعم التي لديك. سخر الغني من كلام الفقير ولم يحسب حساباً لله، وما لبث أن عاد إلى منزله حتى هبت عاصفة شديدة بأمطار ورياح فهلك البستان وراح يضرب كفا بكف ويقول: يا ليتني لم أشرك بربي أحدا. ولكنه، فات الأوان ولا ينفع الندم.
عنوان الكتاب
عبد المنعم هاشمي

من القصص القرآني
لا يوجد بيانات