مقطع تذكر القصة أن (فالح) و(صالح) رجلان جمعتهما صداقة قوية متينة، وتجارة واسعة، إلا أنهما مختلفان في طباعهما؛ ففالح داهية ماكر وخبيث، أما صالح فهو على النقيض تماما؛ فهو طيب ووفي. وفي يوم من الأيام أراد صالح قضاء حاجته في الفضاء الفسيح، وبينما هو في طريقة وجد كيسا فيه ألف دينار؛ فتناوله وتأمله وعرف أن فيه مالا كثيرا يفوق حلمهما من ربح التجارة التي خرجا من أجلها، فسارع إلى صديقه فالح وأعلمه بالأمر، فزاد عنده الطمع والجشع، وطلب من صالح أن يذهبا معا ويدفنا المال تحت الشجرة، وكلما احتاجوا إلى المال يذهبان معا ويأخذان ما يريدان، ولكن فالحاً المكار استغل طيبة قلب صاحبه وحسن ظنه به، وسارع لأخذ المال له وحده. وعندما احتاج صالح للمال ذهب ليصطحب فالحاً معه؛ لأنهما تعاهدا على ذلك، وذهبا معا إلى تلك الشجرة فلم يجد صالح المال؛ فأخذ فالح المكار يدعو صالحا بخائن العهد، واصطحبه معه إلى القاضي، وقدم حجته أمام القاضي بأن الشجرة تتكلم وهي الشاهد على أن صالحا سارق المال. وذهب المكار فالح إلى والده ليقف إلى جانبه ضد صالح، وأبدع حيلة لتهلك صالح، وهي قيام والده بالاختباء داخل الشجرة ليشهد بأن صالحا هو السارق. وفي اليوم التالي ذهب القاضي إلى الشجرة، وسألها فسمعها ترد عليه، لكن القاضي كان ذكيا؛ فطلب بأن تحرق الشجرة بعدها، فسمع القاضي صراخا بداخلها لشخص يطلب النجدة. عندها اعترف والد فالح بأنها حيلة من ابنه، ولكن أوقعته حيلته هذه المرة؛ فقبضوا على فالح المكار، وطالبوه بأن يرد المال إلى صالح.
عنوان الكتاب
عبد المنعم هاشمي


حكايات كليلة ودمنة
لا يوجد بيانات