مقطع تدور القصة حول صياد نصب شبكته، ونثر الحَب عليها، وغطاها بالأوراق والحشائش ثم ذهب إلى مكان مستتر، واختفى فيه. كان هناك غراب يراقبه من فوق شجرة كبيرة، ومرت بذلك المكان حمامة تدعى (المطوقة) ومعها حمام كثير، وعندما رأت الحب وقعت عليه هي وصاحباتها لتأكل منه دون أن ترى الشبكة حتى علق الحمام في الشبكة؛ فابتهج الصياد، وشعرت الحمامات بالخطر يهددها، وعند ذلك فكرت الحمامة المطوقة بفكرة رائعة؛ وهي أن يتعاونوا جميعا، ويجمعوا قوتهم لاقتلاع الشبكة، وينجون منها. وبحركة جماعية نجح الجميع في اقتلاع الشبكة، والطيران بها عاليا بينما بقي الصياد مندهشا، يتابعها ويسير وراءها دون كلل أو ملل، وعندما رأت الحمامة المطوقة بأن الصياد لم ييأس من القبض عليها فكرت بأن يذهبوا إلى مكان كثير العمران حتى يغيبوا عن أنظار الصياد، فاتجهوا نحو جحر فأر كان صديقا لها؛ فأخبرته المطوقة بما حصل، وطلبت منه المساعدة، ودار حوار بينهما حول كيفية الوقوع في هذه الشبكة؛ فأخذ الفأر يقرض الشبكة بادئا بموضع المطوقة، ولكنها طلبت منه أن يخلص بقية الحمام، ومن ثم هي، حتى لا يمل ولا يتكاسل. ثم أقبل الفأر بكل جد وعزم على قرض الشبكة حتى خلص السرب كله.
عنوان الكتاب
عبد الله ابن المقفع


ذخائر العرب (عن كليلة ودمنة)
لا يوجد بيانات