مقطع تحكي هذه القصة أنّ "عمر الفاخوري" ولد في بيروت سنة 1895 ودرس بمدرسة الشيخ "أحمد عباس" الأزهرية، وأنهى دراسته فيها ولجأ إلى الجامعة الأمريكية يتعلم الإنجليزية، واستطاع في فترة قصيرة أن يكتب بحثه الأول (كيف ينهض العرب) وسنه لم يتجاوز العشرين بعد ما انتقل سنة 1915 إلى المعهد الطبي العثماني، ولما انتهت الحرب اتجه إلى الصحافة ناشراً مقالاته بتوقيع مسلم ديمقراطي، وفي باريس عاش ثلاث سنوات يدرس دراسة الآداب والعلوم السياسية في جامعة السوربون، ثم رجع إلى منبته بيروت سنة 1924م ثم اختصه المجمع العلمي العربي في دمشق سنة 1927 بتقدير واهتمام، فاختاره عضواً مؤازراً على القيام بمهمته فازداد اهتمامه بآثار الفكر واللغة. والحقيقة إن أدب الفاخوري وكفاحه المبكر للتحرر الفكري والوطني أخذ مكانة مرموقة في وطنه، وفي سنة 1930 ماتت زوجته، وفي سنة 1938 نشر أول كتاب أدبي له (الباب المرصود) فأثار ضجة في الحياة الفكرية النقية بلبنان، وبعد ذلك زاول السياسة في بيروت وكان مثقفاً ،وأخذ المقال العربي خطابياً وأدبياً يتطور في أدائه، فقد كان أدبه ونقده يوصل تحرير الفكر والأداء والإجادة في الموضوع ومحتواه، ولكنه تخلى عن هذا الفن ولو أنه اتجه إليه لكان مبدعاً بشهادة ما قدم من هذا النتاج القليل المبعثر، فقد ابتدع أسلوباً في الخطابة، ولقد بدأ الفاخوري حياته الأدبية شاعراً مجدداً ثم انصرف عنه إلى النثر الذي ابتدع فيه أسلوبه ووسع خواطره، فكان ينصر العرب سنة 1930 وله آراء غريبة في مسائل شرقية سنة 1925 والباب الم صورة 1938 والفصول الأربعة سنة 1941. وتوفي عمر الفاخوري في بيروت سنة 1946م.
عنوان الكتاب
فؤاد حمدو الدقس


أدباء ومفكرون " تاريخ أدباء العربية"
عمر الفاخوري
لا يوجد بيانات