مقطع تذكر القصة أن خياطا صغيرا كان يجلس للعمل كل يوم، وذات يوم سمع صوت بائعة تنادي على بضاعتها؛ فأوقفها واشترى منها بعض الطعام، وجلس يأكل ويعمل، ولم يبال لحال خياطته، وأتت أسراب من الذباب إلى داخل المحل بعد أن شمت رائحة الأكل، فقام بضرب الذباب، وإذا بسبع ذبابات تسقط مرة واحدة على الأرض، فصاح: أنا الشجاع المغوار!! وعندها قرر أن يتجول في العالم؛ فأخذ معه قطعة جبن جاف،ة ووضعها في جيبه، ولما رأى عصفورا فوق الشجرة أخذه ووضعه في جيبه الآخر، ومشى مسافات بعيدة حتى تسلق تلا عاليا ورأى ماردا جبارا فقال له: ما أجمل المكان الذي تجلس فيه!! فإنك ترى العالم.. وأنا أريد أن أتجول في العالم فهل تصحبني في رحلتي؟ سخر منه المارد وقال له: هل أصطحبك أنت المتشرد الصغير؟ وقد كان الخياط قد كتب على حزامه (سبعة بضربة واحدة) ففكر المارد بعد أن رأى ذلك وقال: سبعة رجال بضربة واحدة؟ وأراد أن يختبر الخياط؛ فأخذ صخرة وقبض عليها ليخرج منها الماء، ثم قال للخياط: افعل مثلما فعلت. فأخذ الخياط قطعة الجبن وعصرها ظنا أنها صخرة. لم يدرِ المارد ماذا يفعل، فرأى شجرة ضخمة ساقطة على الأرض فقال له: ساعدني على حملها، فتظاهر الخياط بأنه يحمل الشجرة مع المارد.، ولما تعب المارد قال للخياط: إنني تعبت. وتستمر القصة إلى أن يدعو المارد الخياطَ إلى كهفه، وهناك يضربه بينما كان الظلام سائدا، وعند الصباح ولما صحا الخياط لم يرَ أحدا، فإذا بالمارد يهرب خوفا من أن ينتقم الخياط منه. وفي يوم كان الخياط في الغابة رأى ماردين نائمين فتسلق الشجرة وقام بضرب الأول بالحجارة فصحا غاضبا على صديقه، فقتل أحدهما الآخر، فسمع الحاكم بشجاعته، وزوجه ابنته، وأعطاه أموالا وذهبا.
عنوان الكتاب
عبد الفتاح عبد المقصود


قصص التلميذ
إتقان العمل