مقطع تذكر القصة أن حمارا كان يهبط من الجبل وهو يحمل حملا ثقيلا، وكان يخاف من أن تزل قائمة من قوائمه فيقع في الوادي، كما كان صاحبه (ياسين) يحثه على أن يسرع في خطاه حتى يصل إلى المدينة ويبيع تجارته. وبعد مضي ساعة من الزمن وصل ياسين وحماره إلى الغابة حيث الأشجار الكثيفة، وجلس ياسين ليستريح وأنزل الحمل الثقيل من فوق الحمار وطلب منه ألا يبتعد. نام ياسين قليلا فنهق الحمار بصوت مزعج فأيقظ صاحبه؛ ففتح الفلاح عينيه غاضبا شاتما الحمار الذي لا يحترم نوم صاحبه، ونهض وسار مع حماره مسرعا، وفجأة تباطأ في سيره؛ فضربه ياسين يحثه على المسير بسرعة، فأسرع لكنه عاد إلى التباطؤ فضربه من جديد. كان ياسين يعرف أن الرفق بالحيوان ضروري، لكنه كان في عجلة من أمره فكان ما عليه إلا أن يختار هذا الجسر الخشبي حتى تصبح المسافة قريبة من المدينة، لكن الحمار رفض أن يتزحزح من مكانه.. توسل إليه الفلاح وضربه بالعصا.. ساعدوه بعض المارة.. لكن الحمار لم يتحرك.. ظل الحمار عنيداً. اقترب شيخ جليل فقال: هدئ أعصابك، لابد من وجود سبب، لا يخاف الحيوان إلا هناك سبب يدفعه لذلك، فكر فقال: هذا غريب. في مثل هذه الأيام جئت مع حماري من هذا الطريق وعندما وصلنا إلى منتصف الجسر انهارت الأخشاب فسقطنا في ماء النهر. فقال الشيخ: إن حمارك أقوى ذاكرة منك؛ لأنه لم ينسَ الحادثة، وأعلم أن هناك طريقا آخر يمكن أن تسلكاه.
عنوان الكتاب
عبد الرزاق جعفر
ريما الخالد


قصص ملونة
لا يوجد بيانات