مقطع تذكر القصة أنه كان في جبل شجرة ضخمة، يعيش فيها الغربان، وكان لهم ملك حكيم عاقل، وقريبا منها يعيش في كهف ألف بومة، وكان لهم ملك مغرور شديد الظلم والعدوان على جيرانه الغربان، ذات يوم غار على الغربان وهم نيام وقتل منهم وأصاب الكثير. ولأن البوم ترى ليلا ولا ترى نهارا راح ملك الغربان يفكر فيما يجب عليه أن يفعله تجاه رعاياه، وكان للغربان خمسة مستشارين فطلب منهم أن يفيدوه؛ فذكر أحدهم ضرورة قتال العدو، وذكر التالي ضرورة المصالحة، وذكر الآخر ضرورة الرحيل عن الأوطان. ولكن كان رأي المستشار الخامس هو الصواب وأخذ به الحاكم، وكان رأيه أن يبتعد عن قتال البوم، فقال له الحاكم: هل تعلم سر العداوة التي كانت بين البوم والغربان؟ فقال: كانت استشارة أحد جماعة الكركي غرابا في تحكيم البوم عليهم؛ فقال قولا سيئا فيه، وسمعهم البوم وجعلها في قلبه مدى السنين. قال له الحاكم: كيف نقضي على هذه العداوة؟ فوضع له خطة في أن يطلب من الغربان أن ينقروه وينتفوا ريشه ويلقوه تحت الشجرة ويرحلوا عنه حتى يعلم نقاط ضعفه البوم، وتهجم الغربان عليهم .
عنوان الكتاب
عبد الحميد عبد المقصود


حكايات كليلة ودمنة
لا يوجد بيانات