مقطع تتحدث القصة عن ذئب كان يجري هاربا من كلاب صيد تطارده حتى رأى فلاحا طيبا؛ فقال له: أرجوك خبئني، الصيادون وكلابهم يريدون قتلي؛ فساعده الفلاح الطيب بأن خبأه في كيس حتى ابتعد الصيادون عن المكان ولما أخرجه الفلاح من الكيس كشر الذئب عن أنيابه وأراد افتراس الفلاح، فقال له: كيف تفترسني وأنا من أنقذك من الموت؟ أهذا جزاء الإحسان؟! فلم يرد عليه الذئب؛ فقال الفلاح: يجب أن يحكم بيننا ثلاثة فإن حكموا لك افترستني. سار الاثنان حتى قابلا كلبا عجوزا؛ فقصا عليه قصتهم فرد عليهم: لا أحد يجازي المحسنين هذه الأيام، لقد طردني سيدي بعد أن صرت عجوزا وأنا الذي خدمته لسنين طويلة؛ فأراد الذئب افتراسه، وقال الفلاح: بقي الحكم الثاني؛ فساروا حتى رأوا حصانا عجوزا، وقصوا عليه قصتهما؛ فرد عليهم بنفس رد الكلب العجوز؛ فهو قد خدم سيده سنين طويلة، ولكنه طرده لأنه أصبح عجوزا. خاف الفلاح الطيب، وذهب ليبحث عن الحكم الثالث؛ فرأوا ثعلبا فقص عليه الفلاح قصته وقال الثعلب: هل الكيس الذي خبأته فيه معك؟ فقال: نعم. فقال الثعلب: أريد أن أرى كيف خبأته حتى أستطيع أن أحكم بالعدل. فدخل الذئب بالكيس؛ فقال الثعلب للفلاح: الآن اذهب إلى بيتك واسلخ الذئب فهذا هو جزاء الجاحدين للإحسان.
عنوان الكتاب
عبد الحميد عبد المقصود


دنيا الأطفال
لا يوجد بيانات