مقطع تذكر القصة أن بوماً أخبر ملكهم عن غراب جريح، وكان عار من الريش عندما وجده ليلا طريحاً يتوجع من الألم؛ فسأله الملك عن ذلك؛ فذكر أن قومه فعلوا به ذلك لأنه اقترح أن تدفع الفدية من الغربان لملك البوم، مع طلب الصفح فإن رفضوا رحل الغربان عن وطنهم، ولما لم يعجبهم ما قال ضربوه وفعلوا به ما كان. لم يصدق وزير البوم مقولته هذه وأشار على الملك بقتله، وأما الآخر فرأى أن يعطيه الأمان، ويرحم ذلك الغراب ويرحم كذلك ضعفه، فلم يلتفت الملك إلى كلام الوزير، أمر الملك بإكرام الغراب، وعاش بينهم حينا من الدهر، وهو في كل يوم كان يتعافى، واستطاع أن يتعرف على كل شيء في حياة البوم، ومواطن ضعفهم وقوتهم وأفكارهم. وذات صباح طار الغراب بكل قوته إلى أهله وهم مرحبين به، وأشار عليهم بخطة جيدة، وهي أن يأخذوا من نار الراعي الذي يرعى غنمه بالقرب من مملكة البوم، وفعلا تم لهم ما أشار عليهم الغراب الوزير؛ وبهذا أنقذ مملكتهم من البوم بأن ضحى بنفسه بهذه الحيلة التي انتصرت على البوم.
عنوان الكتاب
عبد الحميد عبد المقصود


حكايات كليلة ودمنة
لا يوجد بيانات