مقطع يحكى أنه كان في أحد المدن ولد اسمه "حسن" وكان نادرا ما يجد عملا مناسبا له. وفي يوم من الأيام لم يجد ما يسد رمقه؛ فبات يتضور جوعا. وفي اليوم التالي التقى بعجوز تحمل حطبا؛ فأسرع لحمل الحطب عنها، وقام بتوصيلها لمنزلها، وعندما وصلا ألحّت عليه أن يكون ضيفا، ولكنه رفض؛ فقد ظن أن عندها القليل من الطعام، فقدمت له رغيفين من الخبز؛ فكانت فرحة حسن لا توصف. وعندما هم بالأكل أتاه كلب بدا جائعا، فأعطاه الرغيف، وأخذ هو الآخر، ولكن الكلب لم ينصرف، وأخذ ينظر إلى الرغيف الآخر، فأخذ حسن لقمة وأعطاه؛ فشعر بالراحة؛ لأنه أطعم الكلب، فأومأ الكلب برأسه إلى حسن، يريد السير خلفه ففهمه وقام خلفه، فوقف الكلب وراح يزيل التراب، فظهر غطاء خشبي بداخله سلم، فدفعه الكلب للداخل وأغلق الغطاء، فجلس حسن وحده وهو يقول: هذا جزاء من يفعل خير! فقام وراح يمشي في ممر طويل جدا ومظلم، حتى بان له من بعيد ضوء، وعندما وصل وجد سلما،فصعد السلم، فرأى حديقة مليئة بالأشجار والزهور، ورأى سرير موشى بخيوط من ذهب، وكانت بجانبه مائدة طعام شهي؛ فأكل، ثم نام. وبعد ساعتين استيقظ على أصوات ناعمة، ففتح عينيه، فرأى مجموعة من البنات الصغيرات، يرددن أغنيات جميلة، فلم يصدق ما يراه، وبدا كأنه حلم وأخذنه ليستحم، ويلبس بعدها ثيابا فاخرة، ثم أخذنه لفتاة، فحكى قصته عليها، وأخبر قصته لأبيها الملك، وقال إنه سيبقى معهم مدة من الزمن، وعندما يريد العودة له يرسل الجنود معه وهكذا، وكان حسن دائما يردد ـ بعدما أصبح تاجرا ـ من يعمل خيرا يجد خيرا أعظم منه، وإن الله يحب الرفق بالحيوانات.
عنوان الكتاب
عبد الجبار ناصر
عماد يونس


قصص ممتعة
لا يوجد بيانات