مقطع كان رجل من الأشراف يعيش في قرية من قرى أشبانيا، وتقع هذه القرية في منطقة جرداء من إقليم قشتالة، ولكنها غنية بالطواحين، وكان هذا الرجل يمتلك رمحا قديمة، وترسا يعلوه الصدأ، وحصانا هزيلا، وكلبا من كلاب الصيد، وكان طعامه يقتصر على الحساء والبيض والعدس، ويضيف إليه أحيانا بعض الفرخ من الحمام. وكانت حاشيته تتألف من سيدة في الأربعين، وابنة أخت له لم تتجاوز العشرين من عمرها وخادم، وأما سيد المنزل فهو رجل يقارب الخمسين من عمره، وكان يقضي أوقات فراغه في قراءة قصص البطولة والفروسية، وكان يجد فيها لذة ومتعة صرفتاه عن الصيد والقنص، وكان شديد التأثر بتلك القصص، حتى إنه كان يثور على المؤلف الذي يترك البطل جريحا، ولقد كان كثير المجادلات مع قسيس القرية حول المفاضلة بين أبطال القصص. ولقد خطرت بباله فكرة إحياء تقاليد الفروسية التائهة؛ وذلك عن طريق تقلّده للسلاح، وامتطائه للجواد، وذلك من أجل تخليص الناس من العسف والظلم، وقام بتجهيز جميع احتياجاته: كالسلاح والخوذة والحصان والذي أطلق عليه اسم "السكيت" وأما هو فأطلق على نفسه اسم "دون كيشوت دي منشا" واتخذ له حبيبة، وقام بعدة مغامرات، واعتقد الناس أنه مجنون وكتبت قصته، وفي إحدى مغامراته مرض، فاستأذن من مضيفه؛ ليعود إلى قريته، وعندما عاد أصيب بالحمى وكتب وصيته وتوفي في اليوم التالي.
عنوان الكتاب
عادل الغضبان


أولادنا
لا يوجد بيانات