مقطع تحكي هذه القصة أنّ الضفادع عقدت على شاطئ مستنقع كبير اجتماعا عاما، وانتخبن من بينهن - بعد تداول الرأي - ملكة عليهم. كانت الملكة المختارة ضفدعة كبيرة سمينة ذات جلد أخضر لامع، وعاشت الملكة زمنا طويلا سعيدة بين رعاياها، وكن يحترمنها ويظهرن لها الولاء، وكانت تزهو بجمالها، إلا أنه في يوم من الأيام وقع حادث عكّر صفوها، وذلك أنه جاء إلى المرعى القريب خروف كبير، فرأت الضفادع الخروف ولم يكنّ رأين خروفا من قبل فأعجبهن منظره، ووقفن ينظرن إليه مبهورات، ولم تكف الضفادع عن تأمل ضخامة الخروف ولم ينتبهن إلى الملكة حين جاءت لترى بعينها، وقد اغتاظت غيضا شديدا عندما لاحظت انصراف الضفادع عنها وانشغالهن بالخروف، فغضبت لأنه سلبها ملكها. فكرت الملكة أن تنفخ نفسها حتى تصبح مثل حجم الخروف، فجمعت رعاياها وقالت لهن: ستروني الآن في حجم ذلك الحيوان فقالوا لها: أيها المشكلة إنا لا نحب لك هذا فأنت كما أنت أجمل وأحسن، وإن جمالك قد زال وأصبح شكلك غريبا عنا. لم تستطع ملكة الضفادع صبرا على هذا القول القاسي، ومن شدة غيظها تنفست شهيقا قويا جدا وكتمت نفسها بجهد عميق، ولم تدع أي منفذ للهواء من أو إلى جوفها حتى انفجر جسمها وتمزق جلدها، ووقعت على الأرض ميتة، وهذا التصرف منها كان هو منتهى الغرور.
عنوان الكتاب
شوقي حسن


قصص فكاهية للأطفال
لا يوجد بيانات