مقطع تحكي هذه القصة أنّ الدب الكبير كان يأخذ ابنه الدب الصغير كل يوم إلى البحيرة الصغيرة ليعلمه كيف يصطاد السمك، ثم يعودان للبيت آخر النهار يحملان ما اصطاداه من الأسماك الكبيرة وهما يشعران بالسعادة والرضا، وكثيرا ما يحذر الدب الكبير ابنه من خلية النحل في شجرة البلوط ويقول له: أعلم بأنك تحب العسل، ولكن حذار أن تقترب من الخلية حتى لا يلسعك النحل. وذات يوم، طلب الدب الصغير من أمه أن تسمح له بالذهاب إلى البحيرة ليلهو بصيد السمك، فقالت له: ولكن حذارِ أن تذهب لأبعد من ذلك، وحذارِ أن تؤذي أحدا من جيراننا. وفي طريقه للبحيرة، شم رائحة العسل الشهي فقال في نفسه: لماذا لا أذوق طعم ذلك العسل؟ فاقترب من الشجرة، وما أن مد إصبعه لخلية النحل حتى هاج النحل وماج وطار حوله في الهواء وراح يلسعه في كل مكان من جسمه، جرى الدب الصغير بأقصى سرعة فتدحرج من فوق التل واصطدم بشجرة من أشجار التين الشوكي صدمة شديدة، ومع كل هذا والنحل يطارده إلى أن قفز أخيرا في ماء البحيرة، ولم يعد يظهر منه على سطح الماء إلا أنفه وراح يلسعه النحل على أنفه لسعا شديدا حتى تورم أنفه، وعند الغروب خرج الصغير من الماء وهو يشعر بالجوع، فاصطاد سمكة كبيرة وعاد بها إلى البيت، وعندما رآه والداه تعجبا من شكله وسألاه عما جرى له، فأجهش بالبكاء ففهم أبوه وقال: لطالما حذرتك، ولكنك لم تسمع كلامي. وإني مسرور لأنك تعلمت درسا لن تنساه أبدا. فضمدت الأم أنف صغيرها وطبخت له السمكة.
عنوان الكتاب
شوقي حسن


قصص فكاهية للأطفال
لا يوجد بيانات