مقطع تحكي هذه القصة أنّ جحا كان حاضرا مجلسا لحاكم البلدة، حين أهدى أحد الحاضرين حمارا للحاكم، فقال جحا: أرى أن هذا المخلوق لديه استعداد لتعلم القراءة. فقال الحاكم ضاحكا: إن فعلت فسأفيض عليك الهدايا، وإن لم تفعل فسأعاقبك عقابا شديدا. فوافق وطلب مهلة ثلاثة أشهر وبعض المال لتعليم الحمار، وبعد انقضاء المدة هيّأ جحا الحمار للامتحان فنظفه، ووضع عليه سرجا مزينا، وأتى مجلس الحاكم. وضع جحا كتابا فوق الكرسي ثم قرب الحمار من الكتاب وأخذ يقلب الصفحات بلسانه وأحيانا يتجه إلى جحا وينهق، فاندهش الجميع من الحمار الذي يقلب الصفحات وينهق وكأنه يقرؤها فقال الحاكم: كيف علّمت الحمار؟ فأجاب جحا باسما: أعددت كتابا من جلد الغزال فيه بعض الخطوط، وكنت أضع بعض الشعير بين الصفحات وأقربه من الحمار، فحينما يجوع الحمار يقلب الصفحات بلسانه باحثاً عن الشعير ويأكله، وكنت أحيانا لا أضع شيئا فكان يقلبها ولا يجد شيئا فينهق كأنه يقرأ ويفهم، أي أنه أتقن هذا العمل. فقال الحاكم: إن الحمار يقلب أوراق الكتاب فهل يعني ذلك أنه تعلم؟ فأجاب جحا: إن قراءة الحمار بهذا المقدار وإلا ما كان حمارا.
عنوان الكتاب
شوقي حسن


نوادر جحا للأطفال
لا يوجد بيانات