مقطع تحكي هذه القصة عن أنّ "ياسر" وإخوانه كانوا يلعبون في شرفة، فوقف فجأة ورأى خطاً أسود يقترب ويقترب فنادى إخوانه، ثم وجدوا أن الخط الأسود هي مجموعة من الطيور تتحرك بانتظام، ومن ثم ناداهم والدهم فقالت "زينة" لا بد أن هذه الطيور هاربة، فقال ياسر لا إنها تتحرك بانتظام، فلو كانت هاربة من شيء لما سارت بهذا النظام، فقال "عامر" إن الطيور تهاجر هربا من البرد إلى مواطن الدفء. ومن ثم دخل الأولاد إلى غرفة الجلوس وأخذوا يتبادلون أطراف الحديث مع والدهم ويدوّنون ما يقوله، ثم سأل الوالد أبناءه: هل لديكم أسئلة؟ فقال عامر: نعم. لقد رأينا منذ لحظات أسرابا كثيرة فتساءلنا لماذا تتجه هذه الأسراب الطائرة جنوبا هذه الأيام وبهذه الأعداد الكبيرة جدا؟ وهل هي هاربة من شيء؟ ذهب الأب وأتى ببعض الكتب ليجيب عن أسئلتهم، وأخذ يجيب عنها، ويقول إن الطيور تهاجر في فصل الشتاء إلى نصف الكرة الشمالي الذي يحل به الصيف، ومن ثم تهاجر إلى نصف القطب الجنوبي الذي يحل به الصيف، فسألوا: وكيف تعرف طريقها الطويل يا والدي؟ فقال إن الله وهبها حاسة عظيمه مثل العدادات والأجهزة التي في الطيارة، وقال الوالد كذلك يهاجر الإنسان من الريف إلى المدن بحثا عن العمل والثروة أو للدراسة أو هربا من الاضطهاد والظلم. فقد هاجر العرب في قديم الزمان والذي كان موطنها الأصلي الجزيرة العربية وهاجروا إلى بلاد الشام وبلاد الرافدين.
عنوان الكتاب
شوقي أبو خليل
أحمد الخطيب


أحب أن أعرف أعلام أمتي
القدرة على التعلم
لا يوجد بيانات