مقطع تحكي هذه القصة أنّ "أبو زاهر" قال لزوجته في يوم حار: ألا نخرج في نزهة إلى الغابة القريبة؟ فقبلت الزوجة، وقالت هناك الطقس ألطف، وكانت الوالدة تجهز الطعام، وذهب زاهر ووالده إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة، فاستمعا إلى الخطبة وأديا الصلاة، وبعد أن عادا للبيت انطلقت الأسرة إلى الحديقة، فرأى زاهر الأشجار الخضراء والأوراق اليابسة، ورأى أسرا كثيرة تجلس في الغابة، فكل منها يجلس في مكان، وجلست أسرة زاهر في ظلال أشجار الغابة بجوار ساقية الماء، وتناولوا الغداء، وأشعل أبو زاهر موقدا صغيرا وأطفأ عود الثقاب قبل رميه ليسخن الطعام، وبعدها استأذن زاهر والديه ليتجول، تأمل زاهر المنظر الجميل ولكنه رأى طفلا يخرج أعواد ثقاب يشعلها ويلقيها في الساقية فتنطفئ، فتابع زاهر جولته، فرأى الأطفال يلعبون بالأرجوحة فعاد زاهر إلى أسرته، وبعد دقائق وجد أناسا يتراكضون إلى المكان الذي كان الولد يشعل عيدان الثقاب، فاستطاع الرجال إطفاء النار بسبب قرب ساقية الماء وكثرة المتنزهين، عاد كل شيء إلى ما كان عليه ولم تقع أضرار، ورأى الأب ابنه زاهر يفكر، فسأله عن سبب تغيره أثناء الحريق فأجاب زاهر إن عبث ولهو ذاك الطفل كاد يحرق الغابة، فقال الوالد ألم يلاحظ أن الفصل فصل صيف والأرض مغطاة بعشب قابل للاشتعال؟ وقال إن للنزهة في الغابة آدابا منها عدم قطع الأشجار، وعدم إلقاء الأوساخ، وألا نشعل النار فوق عشب يابس، وهذه من أهم آداب النزهة في الغابة لأنها ثروة طبيعية يجب الحفاظ عليها. أدرك زاهر خطأ ذاك الطفل، وقال لأبيه: سأفكر جيدا في عاقبة كل عمل أفعله، وقال إنه لن يشعل النار في الغابة، فقال والده لأنك ملتزم بآداب النزهة في الغابة.
عنوان الكتاب
شوقي أبو خليل
أحمد الخطيب


أحب أن أكون
لا يوجد بيانات