مقطع تحكي هذه القصة أنّ الفتاة "كاترين" الملقبة بـ ( الفهدة الشريرة) هي الابنة الأولى والبكر للثري "باتسا" وكانت هذه الفتاة ذات طباع شريرة وشرسة وكانت تؤذي الناس كثيرا في كلامها، ما جعل الناس يجمعون على تسميتها بهذا اللقب، حتى إنه من الصعب أو المستحيل أن يتقدم لها شاب ويتزوج بها، إلى أن جاء للمدينة شاب يدعى "بترشيو" وكان يبحث عن فتاة يتزوج بها وسمع عن كاترين وقرر الزواج بها غير مهتم بكل الكلام الذي يقال عنها، فكان يريد ذلك الشاب تغيير خلق هذه الفتاة وتحسين أخلاقها وتبديلها، وإقدام هذا الشاب على هذا النوع من الخطوات يعتبر بطولة. تقدم ذلك الشاب لتلك الفتاة وتزوج بها وقدم لها المهر، وعندما بقي بترشيو وكاترين لوحدهما بدأ يفكر في كيفية الكلام معها، وأنه سيتكلم معها بكل لطف ومشاعر هادئة حتى لو غضبت معه في الكلام لن يهتم، ومنذ دخولها بدأ بمدحها وإلقاء العبارات الجميلة عليها، ثم ذهب بترشيو إلى أبيها وقال له إن كاترين مستعدة بالزواج به، وكانت كاترين شديدة الغضب، ولكن بترشيو لم يهتم لها إطلاقا، وتم التحضير لحفلة الزفاف، وفي ذلك اليوم تأخر بترشيو عن الحضور وشعرت كاترين بالبكاء، وبعد ذلك دخل عليهم بلبس مهرج وشكله مضحك، فقال بأن كاترين تريد الزواج به شخصيا وليس من أجل لبسه ومظهره، وكان بترشيو يتصرف بغضب ويتكلم بصوت عال ولم يتوقع الناس بأن تكون حفلة الزفاف هكذا، وهم لا يعلمون بما يخطط له بترشيو، ثم أصر للذهاب إلى بلدة أخرى مبينا لها بضرورة سماع كلام الزوج، وبعد وصولهم من تلك السفرة التي لم تسمع كاترين فيها إلا صراخ بترشيو على الحصان وتحمد لها بسلامتها على الوصول، وخطط في نفسه ذلك اليوم بأن يمنعها من الأكل والشرب والنوم، وذلك بعدم رضاه بذلك الشراب والأكل والسرير، وبأنه لا يليق بمستوى كاترين، ولكنه لم يتخل عن توجيه العبارات اللطيفة لها، وهنا غضبت كاترين وبدأت تصرخ على الخدم من شدة الجوع والصراخ من الزوج، ودخل عليها الزوج بعد ذلك ومعه طبق من اللحم، ومن شدة جوع كاترين استطاع بترشيو أن يجعل كاترين بأن تلفظ كلمة شكرا، وبلفظها تلك الكلمة كأن روحها تنتزع منها لأن ذلك الفم لا يفتح إلا بالصراخ والغضب، وهكذا نجح بترشيو بالتعامل معها بكل لطف بالرغم من شدة غضبها وتضجرها واستمر على هذا الحال، وفي أحد الأوقات، أمرها بأن تلبس ثيابها الجميلة للذهاب إلى منزل أبيها، ولكي تظهر أحسن أميرة أحضر لها عارضة أزياء لتعد لها ثيابها، ولكن بترشيو أظهر بأنه لم يعجبه تصميمها وبأنه لا يليق بها، وأمر كاترين بأن يذهبوا بأي ملابس لديهم، وأمر الخدم بعد ذلك بإعداد الخيول للذهاب، وطوال هذه الرحلة وهو يوجه الأوامر لكاترين ويقول لها بأن كل ما أقوله وآمرك به يجب أن تنفذيه، وبدأت خطته بالنجاح، حيث انقادت كاترين إليه وأصبحت مطيعة، وتغيرت أخلاقها وتفعل كل ما يأمرها به، وساروا حتى وصلوا المنزل، وكان هناك الكثير من الضيوف للاحتفال بزفاف بترشيو، وصدم كل من الشابين "لوسنتيو" و "هورتنسيو" بمظهره الهزلي وبدؤوا بالاستهزاء والإشفاق على زوجته التي انقلب حالها من غير توقع، ولم يهتم لهم بترشيو، وتوقع هؤلاء بأن زوجته قد أذاقته الهوان، وأراد أن يثبت لهم عكس ذلك فقرر أن يطرح مسابقة بأن يأمر كل واحد منهم زوجته بالحضور بين يديه، والزوجة التي تحضر أولا هي الفائزة والجائزة هي مائة كورن، وفعلا لم تحضر زوجات لوسنتيو وهورتنسيو وتعذروا بأعذار ولم يطيعوا أزواجهن، ولكن كاترين انطلقت لتنفيذ أمر زوجها دون تردد، وهنا صرخ لوسنتيو: من يتوقع حدوث ذلك إنها معجزة بعينها، فقال له إنك لا تعلم ما تحبه المرأة، فهي تحب الحياة الهادئة المتسمة بالاستقرار والإخلاص. تفاجأ والد كاترين بالتحول المفاجئ لابنته وأضاف مائة كورن على الجائزة من شدة إعجابه بهذه البطولة وعلى تغير أخلاق كاترين، ومنذ ذلك الحين تبدلت سمعة كاترين بتبدل طباعها لزوجها واحتلت المركز الأول بالطاعة للزوج فعاشت الحياة الهنيئة الجميلة وعلى المبدأ الصحيح.
عنوان الكتاب
شكسبير



مجموعة قصص عالمية للفتيان – قصص شكسبير
لا يوجد بيانات