مقطع في يوم من الأيام، اليونان زيارة للملك "أنتيوخس" وأثناء تلك الزيارة كشف أسرار جريمة هذا الرجل وجبروته وعندما علم أنتيوخس بذلك قرر التخلص من هذا الرجل، فعاد الأمير إلى بلاده ليتخلص من شر هذا الملك وكانت مملكته في يد ذلك الأمير فقرر الخروج منها للحفاظ على سلامتها، وسلم المقاليد إلى وزيره "هليكانوس" ثم أبحر وعاد إلى وطنه طرطوس، ولكن علم الأمير أنتيوخس عن مكانه فأرسل إليه أشخاصا لإلقاء القبض عليه، فعزم "بيركلس" على مغادرة المدينة ولم يكن يعلم إلى أين يذهب، وهبت عاصفة مفاجئة تحطمت السفينة على إثرها وقد أغمي عليه بعد هذه المشقة وعثر عليه مجموعة من الصيادين وقاموا بتقديم المساعدة له، وقد تحدثوا له عن المنطقة الموجود فيها وعن حسن معاملة حاكمها لرعيته، وأن لديه ابنة اسمها "تيسا" رائعة الجمال وهي ترفض أن تتزوج من أي شاب، ووضعت نفسها جائزة لمن يفوز بها، فقرر والدها أن يقيم حفلة بمناسبة ميلاد ابنته ومن يفوز في هذه الحفلة سوف يحظى بقلب ابنته، ولحسن حظه وجد درعه الذي فقده في العاصفة وأمده الصيادون ببعض المساعدات ليستطيع المشاركة بالحفلة. وفي صباح اليوم التالي كانت مدينة بنتابوليس تضج بالناس والشبان واقفين وأمامهم الأميرة تيسا، ومن خلال ذلك بدأ الشبان بالقدوم واحدا تلو الآخر حتى جاء دور بيركلس وكان مظهره غريبا بسبب التناقض في مظهره وشكله، وكان أشد الناس استهزاء له هو والد هذه البنت، ولكن تيسا لم تشارك أباها، وأخذت تفكر بأن لهذا الشخص شخصية قوية وراء كل هذا، وفعلا فاز بلقب البطولة وأهدى له الأمير جائزة ثمينة وعندما سألته الأميرة عن شخصه لم يشأ إخبارها لأنه يخشى وصول خبر وجوده إلى الأمير أنتيوخس. وقد أحب بيركلس هذه الفتاة وتزوج بها، وبعد مرورعام على زواجهما جاء خبر موت الأمير أنتيوخس، وبعد ذلك استطاع إخبارهم عن الحقيقة، فقرر الرحيل مع زوجته ولكن والدها لم يكن راضيا عن ذلك، ولكن تيسا قررت أن تذهب مع زوجها إلى أي مكان بالرغم من أنها حامل، وهبت عاصفة شديدة في هذه الرحلة ووضعت تيسا ابنتها ولكن افتقدها زوجها وأصيب بالحزن الشديد، لكنه قرر أن يقيم لها مأتما، فوضعها في تابوت في الماء ليصل إلى ناس رحيمة، وهنا أعلن بيركلس أن يذهب إلى طرطوس لإنزال ابنته هناك، وبعد أن خمدت العاصفة كان أحد نبلاء مدينة ايفسوس يتفقد آثار تلك العاصفة ووجد مجموعة من الخدم يحملون صندوق الأميرة وفتحه بدهشة كبيرة وعثر على رسالة من الأمير بيركلس لمن يعثر عليه أن يقيم مراسم الدفن لها وعرف بأنها شخصية مهمة، ولكنه اكتشف بأن تلك الأميرة لم تمت وعادت إلى وعيها، وقد ظنت بأنها الوحيدة التي نجت وأشفق عليها السيد "سريمون" وأدخلها تلك المعابد وأقامت بها بصفة خادمة، وسمى بيركلس ابنته "مارينا" وقد حظيت برعاية حسنة من قبل الأمير وزوجته وعوملت بمثل ما تعامل طفلتهم "داورنا" ولكن الحب والرعاية لم يدم طويلا حتى تحول إلى غيرة من الملكة لأن مارينا كانت تفوق ابنتها ذكاء ومعرفة، فقامت الأميرة الحقودة بإعطاء أحد أتبعاها المال حتى يذهب بمارينا بالبحر ويغرقها، ولكن مارينا كانت تصرخ بشدة وشاءت الأقدار أن يمر أحد القراصنة ويسمع صراخها فمنعوه بشدة ولم يتمكن من إغراقها، وأعلم الملكة بما جرى، أما مارينا فبيعت لأحد تجار الرقيق وبدأت مواهب تلك الفتاة بالظهور تدريجيا. وفي طرطوس انتشر خبر موت تلك الفتاة وعلم والدها بيركلس بذلك وأصيب بنوبة من شدة الصدمة ولم يعد يتكلم ولم يطق الإقامة في طرطوس فعزم على العودة إلى بلاده، وفي الطريق بالقرب من مدينة ميتايلين خرج حاكم البلدة بزيارة السفينة وأخبره الوزير بقصة بيركلس المحزنة وبالاتفاق معه تم استدعاء الفتاة مارينا لكي تخفف من حدة آلامه وعند جلوسها معه بدؤوا بالحديث، وكل واحد بدأ يقول أحزانه للآخر ومع الحديث عرف بأنها ابنته وأجهش بالبكاء كثيرا، وعمت الدهشة والفرح والسعادة على الجميع وأقام الملك في ظل رعاية ملك مدينة ميتايلين، وأثناء إقامته هناك حلم بيركلس أنه يزور معبد الآلهة الذي ذهبت إليه زوجته إثر نجاتها، وعندما استيقظ من نومه ذهب مباشرة إلى المعبد واستقبلته هناك تيسا ولم يكن يعلم بأنها زوجته ولكن عندما بدأ بالحديث اندهشت تيسا من صوته وعلمت بأنه زوجها بيركلس، وبدأ يقص له الملك القصة كاملة وكيف عثر على الصندوق وما حصل لزوجته، وكان مظهر لقائهما ببعض مؤثرا للغاية، وانتهت هذه القصة بنهاية سارة، أما الملكة كليون التي أجرمت بالفتاة مارينا فقد لاقت جزاءها، وقام الأهل بإضرام النار في قصرها جزاء لما ارتكبته.
عنوان الكتاب
شكسبير



مجموعة قصص عالمية للفتيان – قصص شكسبير
لا يوجد بيانات