مقطع تحكي هذه القصة أنه كان هناك رجل عربي من تونس اسمه "عبد العزيز الثعالبي" كان صحافيا، ومن أعظم الخطباء الذين عرفتهم الأمة العربية، قضى حياته في السفر والترحال والإخراج عن الوطن العربي من قبل المستعمرين، وكان يدعو إلى الحرية والاستقلال والوحدة العربية حتى أصبح معروفا ليس في تونس فقط بل في الوطن العربي كاملا. بداية أعماله كانت عندما أصدر أول جريدة له لتوعية الشعب بألاعيب المستعمر والكشف عن مؤامراته، ولكن سرعان ما أمر الحاكم بإغلاقها خوفا منه، وتحدث الراوي عن قصة الشاب "سعد البناني" الذي دخل الجيش بحثا عن العمل، وحين أصبح جنديا سمع مؤامرات الملك مع المستعمرين، إذ أراد أن يبيع البلاد لهم باسم المعاهدة فانسحب من الجيش وذهب لقريته وطلب من أهل القرية تكوين مقاومة ضد المستعمرين، ونجح في إقناع الناس حتى قُتل من قبل المستعمرين. واستمر الراوي في الحديث عن عبد العزيز الثعالبي في الدعوة إلى الوحدة العربية، وفي سنة 1919م كانت رحلة عبد العزيز الثالثة إلى باريس، إذ حمل للشعب هناك رسالة تونس الشهيدة حتى يخبر بمعاناة شعبه ومساعدتهم، ولكن لا جدوى من ذلك، حيث عاد إلى البلاد مكبلاً بالقيود ووضعوه في السجن ثم أخرجوه إلى مصر، وفي كل مرة كان يعود إلى وطنه متخفيا، فظن الناس أنه بإذن الله سيعود. واستمرت رحلاته ليس فقط إلى مصر بل إلى بلاد الشام واليمن والخليج حتى أصبح الجميع يتحدثون عنه، فكان أول من نادى بتوحيد الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.
عنوان الكتاب
شريف الراس


لا يوجد بيانات