مقطع تحكي هذه القصة أنّ "أبو الفصاد" طار سعيدا يسابق الرياح التي تدفع أمامها سحب الأمطار كي يبشر أصحابه الفلاحين بقدوم موسم الأمطار، وهبط أبو الفصاد وطار منخفضا فوق الحقول، ورأى مناظر لا يحبها، حيث رأى مزروعات الصيف جافة وخالية من محاصيلها، وأشجار وحدائق الفاكهة جرداء، ونظر حوله فرأى صديقه نونو جالسا حزينا في ظل الشجرة فسأله عن سبب التلف، فقال له لقد أصاب التلف أيضا ما نختزن من غذاء ولا نعرف السبب، وقال إن الفلاحين يقولون: إن السبب غضب من السماء؛ لأننا لا ندفع زكاة ثمارنا، فقال أبو الفصاد: يجب ألا ينسينا الغضب والحزن البحث عن السبب. سار "نونو" وخلفه أبو الفصاد في شوارع القرية فقال أبو الفصاد: إن قططهم سمينة وكسولة لم تهاجمني وأنا طائر شهي الطعم للقطط، أجاب "نونو": نعم لقد كانت قطط قريتنا نحيفة رشيقة ولم أرها منذ مدة تطارد فأرا، ووجد أبو الفصاد مخزن الطعام في منزل "نونو" مغلقا بإحكام فتسلل من ثقب ضيق في النافذة ودخل منه فوجد المخزن مزدحما بالأواني والقدور، وشاهد مجموعة من القطط السمينة مشغولة بالأكل، وعندما شعرت القطط بوجوده اختفت على الفور وأثناء بحثه وجد جحورا واسعة مثل الأنفاق تمر أسفل جدران المخزن إلى خارجه، وهنا أدرك سر القطط السمينة، عاد أبو الفصاد فأبلغ زميله وأهل القرية بما شاهد، فسدّ أهل القرية الجحور والشقوق وامتنعوا عن إلقاء الطعام للقطط فأصابها الجوع والهزال. انزعجت الفئران لذلك لأنها هي التي حفرت الشقوق للقطط فأشعل الفلاحون النيران في حقولهم التي خربتها الفئران فأحاطت النيران بالفئران من كل جانب فلم تجد أمامها سوى الهرب فعادت القطط إلى طبيعتها تقفز وتلحق بالفئران لتنظف القرية منها، وبعد أن حرث الفلاحون الأرض وبذروا الحبوب استعداداً لموسم الأمطار ودع أبو الفصاد أصدقاءه وطار عاليا.
عنوان الكتاب
شاكر المعداوي
قطط القرية


يحكى أن
لا يوجد بيانات