مقطع تحكي هذه القصة عن حظيرة من حظائر الدجاج، وأنه ذات يوم وضعت دجاجة العديد من البيض، ثم بعد أيام فقس البيض فخرج العديد من الكتاكيت ولهم أشكال جذابة ومختلفة، أحدهم أبيض، والآخر أسود، ورمادي، وألوان متعددة تبهج الناظرين، ولكن ظهر كتكوت واحد مختلف عن باقي الكتاكيت، له ريش ناعم وشكل غريب وجميل، فله رقبة طويلة ومميزة، لذلك سمته صاحبة الحظيرة "أبو رقبان" وكان أبو رقبان مدللاً من قبل صاحبة الحظيرة لشكله الجذاب ولنشاطه، ولأنه يعج بالحيوية والمرح، ولديه ذيل مقوس وملون، وهو رشيق في مشيته، وكان ذا نشاطٍ عالٍ منقطع النظير، فكان يستيقظ من الفجر وقبل شروق الشمس ليؤذن لصلاة الفجر ويصلي ويوقظ من في الحظيرة للصلاة. وذات يوم أحضرت صاحبت الحظيرة مجموعة من الدجاجات البيضاء اللون ومعهم ديك كبير أبيض اللون فذهب أبو رقبان، واستقبل الدجاجات والديك بكل بهجة وسرور ووجهه بشوش، فردت عليه جميع الدجاجات باحترام وأدب وتقدير إلا الديك الكبير رد على أبي رقبان بكل غرور وكبرياء، ومع مرور الأيام لاحظ أبو رقبان أن تصرفات الديك الأبيض غريبة وعدوانية، فكان يُقدم إلى الطعام ويمنع باقي الدجاجات من الأكل. وذات يوم وضعت صاحبة الحظيرة طعاما لأبي رقبان ورفاقه، فانقض الديك الأبيض على طعامهم فهربت جميع الدجاجات إلا أبا رقبان فقد واجه الديك الأبيض ولم يخف منه وقاتله حتى تغلب عليه ووضعه أرضا ومنعه من الاقتراب من إناء الطعام، فانهزم الديك الكبير وانكسر، فذهب أبو رقبان إلى الدجاجات وقال لهن: إن إكرامي لكُنّ عند مجيئكم لم يكن ضعفا أو خوفا، بل هو واجب الأقوياء. ففرحت الدجاجات وسعدت لعيشها مع أبي رقبان الشجاع، ثم أخرجت صاحبة الحظيرة الديك الأبيض من بيت الدجاجات لأنها رأته ضعيفا وهزيلا ولا فائدة منه.
عنوان الكتاب
شاكر المعداوي


روضة الأطفال
لا يوجد بيانات