مقطع تحكي هذه القصة أنه كانت هناك قردة ولدت قُريدا من أظرف صغار القرود، ففرحت به شديد الفرح، وهزها الفرح، فكانت تنتقل به بين الأشجار لتعرضه على حيوانات الغابة متباهية به، فالتقت بالأسد وقالت له: يا ملك الغابة، انظر إلى ابني، إنه يشبه الإنسان في خلقه، وإنه أفضل مولود في الغابة كلها. فنهرها الأسد وقال لها: كُفي عن هذا الهراء أيتها المغرورة، كيف تشبهين ولدك بالإنسان؟ ألم تعلمي بعد أن صغيرك هذا بشع قبيح الوجه؟ فاغتاظت القردة لكنها كتمت غيظها خيفة من الأسد ثم حملت ولدها وواصلت طريقها فاعترضها النمر فأخذت تمدح له صغيرها وتصف جماله، وفي الحين أجابها النمر: حقاً إنه جميل لا مثيل له فهل تسمحين لي باحتضانه حتى أنظر إليه وأتأمل جماله؟ فرحبت القردة بطلبه مبتهجة مزهوة ودون تردد، فما أن أمسك النمر بالقُريد حتى التهمه دُفعة واحدة، فصاحت القردة وأخذت تبكي وتستنجد فلا مغيث ولا ومنجد.
عنوان الكتاب
الشاذلي بن زويتين
المنصف العياشي


رمزي
أطالع وأفكر
لا يوجد بيانات