مقطع تحكي هذه القصة أن غراباً عثر ذات يوم على ريش طاووس في ضيعة قريبة من وكره، فخامرته نية التجمل به، علّه يصبح كالطاووس بهاءً. فيتخلص من شؤم سواده فاتخذه حلة زاهية يتزين بها، وحين استكمل هيأته قصد مكانا بالغابة قد اعشوشبت أرضه وانفلقت رياحينه تتجمع فيه الطواويس للتحدث والتسلي والاستجمام، وشرع يقلدها متباهيا بريشه المصطنع، لكن أكبر الطواويس سناً وأكثرها تجربة فطن له فصاح: يا أبنائي الطواويس، هذا الطاووس غريب عنا فتأمّلوه، إن منقاره ليس كمناقيرنا، وسيقانه كذلك، فلنحاصره فنكشفه، وإذا بالغراب قد نعب، فافتضح أمره، فانهالت عليه الطواويس نقرا حتى تساقط ريشه المستعار، وظهر على حقيقته، فلم ينج منها إلا حين تعهد لها ألا يعود لمثل صنيعه ثانية.
عنوان الكتاب
الشاذلي بن زويتين
بدر الدين


رمزي
أطالع وأفكر
لا يوجد بيانات