مقطع تذكر القصة أنه في فترة من الفترات عانى المسلمون في المدينة من حالة فقر شديد ومجاعة؛ ولما جاءت قافلة إلى المدينة تسارع المسلمون لشراء ما بها، واشترى الصحابي (رفاعة بن زيد) كيسا من الدقيق، وذهب به لبيته، وفي المساء جاء رجل إلى بيته، وتسلل وسرق كيس الدقيق ودرعاً لرفاعة، غير أن كيس الدقيق كان مخروما فتساقط الدقيق على الطريق من بيت رفاعة إلى بيت السارق. وفي اليوم التالي اكتشف رفاعة السرقة، وتبع الدقيق إلى أن وصل إلى بيت السارق، وأحب أن يتأكد من الجيران؛ هل صاحب المنزل هو السارق أم لا؟ فأجابوه بأن صاحب المنزل فقير غير أنه بالأمس أوقد ناره وحمل رغيفا، فأحس السارق بأن رفاعة يشك به؛ فتوجه له، وأخبره بأنه ليس بسارق، إنما جاره اليهودي هو الذي سرق الدقيق، وجاء به لمنزله ليبعد الشبهة عن نفسه. ذهب الرجلان إلى النبي يتخاصمان عنده؛ فسامح رفاعة السارق على الدقيق، وطلب منه الدرع فقط، ولكن السارق أصر على روايته بأنه لم يسرق، وأن الدرع عند اليهودي لأنه هو السارق، وبالفعل فقد أعطى السارق اليهودي الدرع كي يخفيها عنده، وعندما تم استدعاء اليهودي وجدوا الدرع عنده، واتهموه بالسرقة غير أن اليهودي بدأ بالبكاء، واشتكى عند النبي، وذكر أنه لم يسرق، وأن السارق الأصلي أعطاه الدرع ليخبئها عنده. وقف المسلمون بجانب السارق؛ لأنه مسلم ومن المفترض به ألا يكذب، وأن السارق بالتأكيد هو اليهودي لأن من طبعهم الكذب؛ فاحتار النبي - صلى الله عليه وسلم - من يصدّق؛ فنزلت آية على النبي تبرئ اليهودي، وتفضح أمر المسلم الخائن، والذي بدوره هرب إلى مكة، وارتد عن الإسلام؛ فأكرمه المشركون لارتداده عن الإسلام. وفي أحد الأيام وجد المشركون هذا المرتد السارق ميتا قرب أحد المنازل عندما حاول التسلل إليها ليسرقها فوقع الجدار عليه ومات.
عنوان الكتاب
سمير حلبي

دنيا الحكايات