مقطع يتناول الكاتب إحدى القصص الواردة في الأحاديث النبوية الشريفة؛ فيذكر أنه في يوم من الأيام ذهب (أحمد) و(سعيد) و(عبد الرحمن) مع والدهم إلى السوق لشراء بعض الأغراض؛ فأبصر سعيد رجلا أعمى يحاول عبور الطريق فأسرع لمساعدته؛ فلما عاد قال والده: جزاك الله خيرا. لافتا إلى حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - "مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". فقال أحمد: إن هذه الحادثة ذكرته بقصة الأقرع والأبرص والأعمى؛ فطلب عبد الرحمن حكايتها؛ فقال: إنه في قديم الزمان كان هناك ثلاثة رجال ابتلى الله كلا منهم ببلاء؛ فأحدهم أبرص، والآخر أقرع، والثالث أعمى، فبعث الله لهم ملكاً في صورة إنسان ليختبرهم، فسأل الأبرص عما يحب؛ فأجاب بأن يكون له لون حسن؛ لأن الناس قد اشمأزوا منه، فمسح عليه الملك فأذهب الله عنه البرص، ثم سأله عن أي مال أحب إليه؛ فقال: الإبل فأعطاه ناقة عشراء، وقال له: بارك الله فيها. ثم ذهب للأقرع، وسأله أي شيء أحب له؛ فأجاب بأن يهبه الله شعرا حسنا؛ فمسح الملك على رأسه؛ فذهب عنه القرع بفضل الله، ثم سأله عن أي مال أحب إليه؛ فقال: البقر؛ فأعطاه بقرة حاملا، وقال بارك الله فيها. ثم جاء الملك إلى الأعمى، وقال له: أي شيء أحب إليك؟ فقال: أن يرد لي بصري؛ فمسح الملك على عينيه فرد الله بصره؛ ففرح، ثم سأله الملك عن أي مال أحب إليه؛ فقال: الغنم، فأعطاه شاة حاملا، وقال: بارك الله فيها. مرت الأيام؛ فأصبح للأبرص واد من الإبل، وأصبح الأقرع ثريا يلبس أحسن الثياب، وتكاثر البقر حتى ملأ الوادي، وكذلك الأعمى الذي ملأت أغنامه الوادي؛ فجاء الملك مرة أخرى، وطلب من الأبرص ناقة؛ فتضايق الأبرص، وقال: الحقوق كثيرة علي، وليس عندي فضلة فأعطيك، فسأله الملك: ألست الأبرص الذي عافاه الله ورزقه؟! فجحد نعمة ربه، وقال إنه ورثه من آبائه وأجداده. ثم ذهب للأقرع وطلب منه مثلما طلب من الأبرص؛ فرد عليه بمثل ما رد الأبرص؛ فدعا عليهم الملك وقال: إن كنت كاذبا فصيّرك الله ما كنت عليه. ثم ذهب إلى الأعمى، وهو على صورة أعمى، وطلب منه قائلا: بالذي رد عليك بصرك أعطني شاة أستعين بها في سفري. فقال الأعمى مستذكرا نعم الله قائلا: خذ ما شئت من نعم ربي. فرد عليه الملك أمسك مالك؛ فلا حاجة لي به، وإنما هو امتحان واختبار من الله لك ولصاحبيك، وأبلغه بأن الله قد رضي عنه وسخط على صاحبيه.
عنوان الكتاب
سمير بن عدنان الماضي


قصص من الحديث النبوي
لا يوجد بيانات