مقطع تتحدث القصة عن الجد (مفيد) الذي يغتنم الفرص والمناسبات ليحكي لأحفاده قصصاً عن آل البيت وسير الصحابة رضوان الله عليهم. فيتناول الحديث عن نفيسة بنت الحسن، بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، تلك المرأة التقية التي اتصفت بالزهد والورع، وحب تلاوة القرآن الكريم، ودرس التفسير، وقد داومت على صوم الدهر كله، ولم تفطر إلا في العيدين، وحجت ثلاثين حجة. ولدت السيدة نفيسة سنة 145هـ بمكة المكرمة، ونشأت في المدينة المنورة، وتزوجت بـ (إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق) والذي شغل منصب ولاية المدينة من بعد والدها (حسن الأنور)، ولما تبدلت الظروف وساءت الأحوال هاجروا من الحجاز إلى مصر؛ ولأنها من النساء الصالحات فما حلت في مكان إلا حلت فيه البركة، واستبشر فيها أهل مصر بعد أن شفيت على يديها فتاة يهودية ظلت مقعدة فترة طويلة، وكان شفاؤها بواسطة ماء وضوء السيدة نفيسة. وحين مرض الإمام الشافعي طلب من السيدة نفيسة الدعاء له؛ فقالت له: إنك ستقابل ربك عما قريب، ومات بعدها الإمام الشافعي، وقد أوصى بأن تصلي عليه هذه السيدة الطاهرة؛ فأدخلت جنازته إلى دارها وصلت عليه. ومن بعد هذه الحادثة ازدحم الناس عليها حتى قام والي مصر بتخصيص دار كبيرة لها، وأمر الناس بزيارتها يومي السبت والأربعاء حتى تتفرغ باقي الأيام لعبادتها، ومرضت السيدة نفيسة، ومن كثرة اشتياقها للآخرة وزهدها بالدنيا حفرت قبرها في دارها، ودفنت فيه سنة 208هـ .
عنوان الكتاب
سليم شبعانية


نور الإيمان والهداية (شخصيات آل البيت للأطفال)
لا يوجد بيانات