مقطع يوظف الكاتب عدداً من الشخصيات والأحداث ليسرد حكايات وأساطير الشعوب القديمة؛ حيث يلتف الأحفاد (أيمن) (مها) و(محمد) حول جدهم (حسن)؛ ليروي لهم قصة من تراث الهند. يحكى أنه في قديم الزمان في إحدى الممالك العظيمة بالهند، علقت الزينات، وعمّت الأفراح بعد أن خرج منادٍ يزف إلى الناس أن يوم الخميس موعد زفاف الأمير (بهاء الدين) ابن ملكهم الشجاع (نور الدين) على أميرة جميلة اسمها (حُسن) وهي ابنة عمه. وفي يوم الزفاف خرج موكب العروسين يخترق الشوارع، والناس يهللون وينثرون على الموكب الزهور والرياحين، وجاءت نذر الشر بالأخبار للملك (نور الدين) بأن الملك الشرير (غالب الشعوب)، قد غار بجيوشه على مملكته؛ فاجتمع الملك (نور الدين) بقادة الجيوش والأمراء، واتفقوا على إنهاء العرس بسلام على أن يتجه موكب العروسين إلى قصر الأحلام، وهم يتفرغون للقتال. وحين أبلغ (نور الدين) ابنه بقراره رفض الأمير الشجاع أن يفرح بزفافه بينما أبوه يقاتل ضد الملك الشرير؛ فأقنع الملك (نور الدين) ابنه بأنه مستقبل هذه البلاد، وعليه أن يبتعد عن المعركة؛ لأن الملك الشرير لن يهدأ حتى ينهي حكم أسرتنا؛ فوافق (بهاء الدين) على أن يأخذ عروسه، ويبقى بعيدا عن قبضة الملك الشرير، ورفض (بهاء الدين) أن يصطحب أي حرس معه؛ لكي يشتركوا جميعا في المعركة. وفي الطريق كانت المدن تشتكي من قلة الماء والطعام؛ فاضطر الأمير أن يترك الأميرة لوحدها، ويبحث لها عن شيء تأكله في الغابة المظلمة، وملأ الخوف قلب الأميرة، وفجأة وجدت شخصا ملثما يقف أمامها؛ فاستطاع أن يختطفها على ظهر جواده، ويسرع بها إلى المغارة البعيدة، وبدأ يجمع الحطب ليشعل النار، وبقي يحرسها حتى استطاعت أن تخدعه بأن تمثل أنها نائمة، ومن ثم قامت في هدوء، وأوثقته بالحبال، وخلعت ملابسه ولبستها؛ فأصبحت في هيئة الفرسان، ثم تركت المغارة، وخرجت تبحث عن زوجها الأمير، وفجأة وجدت نفسها أمام أبواب مدينة (كشمير)؛ فدخلت ورأت الشوارع مزدحمة بالناس، وكلهم ينظرون للفيل الضخم، وفهمت الأميرة أن الفيل هو الذي يحدد من سوف يكون ملك كشمير بعد موت الملك؛ فاختار الفيل الأميرة على أنها فارس؛ فأخذها الناس بفرح وسعادة، وهم يهللون لهذا. مرت الأيام والملكة تبحث عن أميرها، والأمير يئس من أن يجد زوجته، وكانت الأخبار قد بلغته بهزيمة جيوشهم أمام جيوش الملك الشرير؛ فقام (بهاء الدين) بطلب المساعدة من ملك كشمير؛ ففرحت الأميرة بأنها وجدت زوجها بدون أن يعرفها، وأعلنت حقيقتها أمام شعب كشمير وزوجها على أنها أميرة وليست فارساً، وأصاب الناس الدهشة، واستطاع الوزير أن يجعل زوجها مكانها ملكا، وبذلك يستطيع أن يعد جيشا قويا لمحاربة الملك الشرير، واستطاع فعلا هزيمته، وقبضوا عليه، وطلب (نور الدين) أن يبقى الأمير (بهاء الدين) وزوجته بجواره، ولكن الملك (بهاء الدين) استعطف والده، ورجاه أن يبقى مع شعب كشمير الطيب، ويفي بوعده لهم في أن يبقى معهم؛ فوافق الملك على طلب ابنه.
عنوان الكتاب
سامي البجيرمي
محمد قطب


من أساطير وحكايات الشعوب
لا يوجد بيانات