مقطع يوظف الكاتب عدداً من الشخصيات والأحداث ليسرد حكايات وأساطير الشعوب القديمة؛ حيث يلتف الأحفاد (أيمن) (مها) و(محمد) حول جدهم (حسن)؛ ليروي لهم قصة من تراث فرنسا. ففي أحد الأيام جلس (أيمن) أمام جهاز الحاسوب يجهز المعلومات التي طلبها الجد (حسن)، وبدأت (مها) تعرض معلوماتها عن فرنسا؛ فقالت: إن فرنسا يا جدي دولة تقع في أقصى الغرب الأوروبي، ومساحتها تبلغ نحو (547) ألف كم2، ولها حدود مشتركة مع بلجيكيا وألمانيا. وقال (أيمن): إن عدد سكانها حوالي (56) مليون نسمة. قال (محمد): وفرنسا يا جدي بلد جميلة يزورها عدد ضخم من السائحين، وبها جاليات ضخمة من العرب والمسلمين الذين وفدوا إليها للعمل أو الدراسة، وإلى فرنسا خرجت أولى البعثات المصرية، وعلى رأسها (رفاعة الطهطاوي)، أما عاصمتها فهي باريس مدينة النور والثقافة والفنون، وبها أكبر المتاحف، وأهمها متحف اللوفر، وأشهر معالمها برج إيفل، وقوس النصر. قال الجد (حسن): سوف أقص عليكم إحدى الأساطير الفرنسية القديمة، وهي الفيضان. تقول الأسطورة بأن الله خلق العالم جميلا، وبعد مرور الوقت تساقطت الثلوج، وبدأت الحيوانات تتساءل من سرق الجو الجميل؟ صرخ السنجاب قائلا: أنا أعرف من سرق الجو الجميل، لقد رأيت في الحلم أن الدب يخفي الجو الجميل في حقيبته؛ فلنسرع لكي نلحق به. قال الثعلب: لنركب قارباً لعبور البحيرة، والوصول إلى الصحراء حيث يعيش الدب، وقد كان كل شيء هادئا؛ فقرر السنجاب أن يكون أول من يدخل ليلقي نظرة على بيت الدب، فلم يجد الدب؛ فدخل مع باقي الحيوانات، وأخذوا حقيبته، وكانت ثقيلة لم يستطع حملها سوى الغزال، ورحلوا جميعا بالمركب إلى أن عاد الدب، وأخذ يصرخ عندما اكتشف السرقة، وجرى بحثا عنهم، ووقف على شاطئ البحيرة غاضبا، وهو يرى مركب الحيوانات يبتعد؛ فلحق بهم، ولكن قاربه انقلب بسبب السرعة، ووقع في البحيرة؛ ففرحت الحيوانات بذلك. ظل الفأر يقرض الحقيبة، وخرج منها الجو الجميل، وعم في المكان، وذاب الجليد، وكون ماء كثيرا أصبح نهرا؛ فاختبأت الحيوانات في قمة الجبل، ولم يشعروا بالسعادة؛ فالماء يحيط بهم في كل مكان، ولم يعرفوا ماذا يفعلون؛ فبدأ كلب البحر يغوص ليعرف مكان الأرض ففشل في ذلك، وحاولت الأسماك وفشلت هي أيضا، ولما حاولت البطة استطاعت أن ترشد الحيوانات إلى مكان الأرض، وبالفعل وحّدوا جهودهم، واستطاعوا أن يجدوا المكان المناسب ليعيشوا فيه، واستطاع كل حيوان أن يجد له مكانا مناسبا على الأرض، فجلسوا فرحين بانتصارهم على الفيضان.
عنوان الكتاب
سامي البجيرمي
محمد قطب


من أساطير وحكايات الشعوب
لا يوجد بيانات