مقطع بدأ فصل الصيف وبدأ معه موسم الحصاد والبيادر، فبدأت النملة عملها بجد وإخلاص؛ لتجمع الغلال جيئة وذهابا حاملة الحبوب، وأحيانا جرا عندما تكون أكبر حجما، وبينما هي منهمكة في عملها كان الجندب الكسول مستلقيا على الأرض تحت الشجر، ممسكا بكمانه، مستمرا في العزف والغناء، وعند مرور النملة سمعته يقول: أراكِ تعملين دون راحة فلم كل هذا التعب؟ عليك بالراحة قليلا، واقترح عليها أن يغنوا سويا ويستمتعوا، ولكنها رفضت قائلة: لا أستطيع الراحة، فالشتاء قادم ولابد لي من تجميع مؤونتي. ولكن الجندب أخبرها بأن الشتاء مازال بعيداً وهناك متسع من الوقت للعمل، فتركته النملة، وراحت تعمل، واستمر الاثنان على هذا الحال طوال فصل الصيف حتى حل الشتاء؛ فلم يجد الجندب مكانا يحتمي به، أو طعاما يقتات منه؛ فأصابه الإعياء والجوع حتى خر ساقطاً على الأرض. رأته النملة؛ فجرته إلى الداخل، وأعطته الطعام والدفء حتى أحس بالراحة، وحينها أحس بغلطته، وقدّم اعتذاره للنملة، ووعدها بأنه سوف يصبح حريصاً على تأمين غذائه قبل حلول الشتاء، وأنه سوف يحسب حساب الغد.
عنوان الكتاب
سالم شمس الدين


كليلة وجليلة (حكايات جدتي)
لا يوجد بيانات