مقطع تتكلم القصة عن (زياد) الذي كان في طفولته يحب البحر وحياة الكشافة، كما أحب الناس البسطاء، وأقام علاقات حميمة مع معظم صيادي السمك والبحارة ونواطير الكروم، وقبيل حزيران 1967 تمكن (زياد) من الالتحاق بالجيش، وأصبح ضابطا، كما أصبح بمقدور أصدقائه أن يعلنوا ذلك باعتزاز؛ فهم من وفروا له أيام الاحتلال الغطاء الآمن الذي أخفاه عن الغزاة مدة 53 شهرا، والتي انتهت يوم 21/11/1971 يوم أعلن بيان استشهاده. خرج الجميع يجمعون له الزهور ويدعون له، وحزنت (نمرة) الفتاة التي حمته من الأشرار المعتدين عندما كان يملأ ليل المحتلين بالرصاص والقنابل، ويثير الحب للوطن في عيون الأطفال، وحدث أن حاصر الغزاة بيارة شخصية كان (زياد) قد اختبأ في شجرة ليمون، حيث مدته (نمرة) بالمخبأ والثمار والعصير ليتغذى عليها سبعة أيام متعاقبة، وكان (زياد) يحمل سلاحه ويذهب لكشف مواقع العدو، ولم يخف أو ييأس، وأصبح (زياد) رمز التحدي للمحتلين، وقد كانوا يجوبون الأرض بحثا عنه؛ حتى أنهم أخذوا أهله إلى المنفى الصحراوي، وأخذوا أخاه الصغير إلى سجن الرجال كي يرغموه على الاستسلام، لكنه لم يستسلم، وكذلك أهله وجميع الذين ساندوه وخبّأوه لم يستسلموا، وكانوا يحبون الوطن فعليهم أن يكونوا قادرين على هذا الحب. وعندما شيعت المدينة (زياد) إلى مثواه؛ فهي لم تدفنه، ولكنها زرعته مثلما زرعت الآلاف من أشجار الليمون والزيتون واللوز.
عنوان الكتاب
زين العابدين الحسيني


الأفق الجديد
لا يوجد بيانات