مقطع قصة علمية تتناول الحديث عن النفط، وكيفية تكونه عبر ملايين السنين؛ فتذكر أن الأرض كانت حديقة عجيبة بها الكثير من الحيوانات و الزواحف الغربية والديناصورات، وكان هناك بحار تعيش بها أعشاب وطحالب وكائنات بحرية صغيرة جدا، اسمها (الكائنات البلانكتونية). مرت آلاف السنين، ووقعت زلازل وبراكين، وماتت الديناصورات، والأعشاب البحرية، والكائنات المائية، واندفنت تحت الأرض وتحت الصخور والرمال. وهكذا ظهرت تحت الأرض بحيرات من مادة لونها أسود، أسماها العلماء (النفط الخام). وفي يوم من الأيام ذهب المهندس (حسن) وأصحابه للتنقيب عن هذا النفط، وحملوا معهم خرائط وآلات حفر، وحفروا بئرا عميقا، ووضعوا به أنبوبا طويلا، وفجأة خرج من الأنبوب شيء أسود اللون، فقال لحسن: شبيك لبيك، نفطان بين يديك. صفق (حسن) وأصحابه بمرح وحمدوا الله، وتنطط (نفطان) من المرح، وقال لحسن: أنا عندي خطط وآمال بأن أقوم بأعمال رائعة، تجعلني مشهورا كالأبطال، ورد عليه حسن، وقال: أنت محتاج للتكرير. رد نفطان: سأفعل ما تريد. ذهب حسن ونفطان إلى حيث التكرير، وشرح حسن لنفطان أن برج التكرير بداخله مصعد خفي لا يصعده إلا من كان مثلك يأتي من باطن الأرض، وأصله (بلانكتوني). دخل نفطان المصعد السريع، ونزل إلى سرداب عميق، ودخل بعدها غرفة لونها أحمر داكن تحول فيها إلى مواد لينة تشكل شموعاً للمحتفلين، وحزام أمان للسائقين، ثم صعد إلى الطابق الأول، ودخل غرفة لونها وردي شديد، تحول فيها إلى زيت طاقة يحرك الشاحنات والقطارات لتنقل لنا البضاعة، وبعد ذلك صعد إلى الطابق الثاني، ودخل غرفة لونها برتقالي تحول فيها إلى سائل كيروسين نضعه في خزان الطائرة لتطير بنا إلى بلدان بعيدة، ونضعه أيضا في مصابيح الإضاءة. ثم صعد إلى الطابق الثالث ودخل غرفة لونها أصفر جميل تحول بها إلى بنزين سائل يحرك السيارات وإلى مساحيق طبية، وأدوية تشفي المريض، وإلى سماد لزرع الحدائق بالورود، وإلى بلاستيك نصنع منه أشياء كثيرة كلعبة الأطفال وقفازات تحمي الأيدي. بعدها ارتفع للطابق الرابع ودخل غرفة لونها أزرق ساطع تحول فيها إلى غاز خفيف يستعمل لطبخ الأطعمة الشهية، وأخيرا خرج نفطان من برج التكرير وصافح (حسن) بمحبة، وقال: يا لها من زيارة ممتعة ومفيدة، وقرر أن يختبئ في مكان في كل منزل لأنه صديق الإنسان.
عنوان الكتاب
زهرة أحمد علي
غادة الكندري


لا يوجد بيانات